اقتصاد

(أوابك): وسائل الإعلام تؤدي دورا محوريا بنشر الثقافة البترولية

اعتماد نيوز- صحيفة إلكترونية كويتية شاملة

أكد الأمين العام لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) المهندس جمال اللوغاني اليوم الاربعاء الدور المحوري الذي تؤديه وسائل الإعلام في نشر وتعزيز الثقافة البترولية بين أوساط المجتمع وإبراز ما للبترول وعوائده من أهمية في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للدول العربية والخليجية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها اللوغاني بافتتاح فعاليات ملتقى الإعلام البترولي الخامس لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي يستمر يومين في مدينة صلالة العمانية تحت عنوان (الإعلام البترولي لدول الخليج .. تمكين التواصل وتعزيز الفهم).
واوضح اللوغاني أن “هذا الملتقى يعد فرصة حقيقية لخلق عمل جماعي مشترك متعدد الأقطاب يسعى لتفعيل نشاط الإعلام البترولي العربي والخليجي في التصدي للحملات الإعلامية التي تخلق صورة سلبية عن الوقود الأحفوري”.
وقال أن “الملتقى يشكل منصة لتبادل وجهات النظر والآراء والاستفادة من الخبرات في مواجهة العقبات وتعزيز التعاون على أكثر من صعيد لا سيما في المشاريع العربية المشتركة”.
وأضاف اللوغاني “إننا نشهد في هذه الأيام التركيز على خلق صورة نمطية في غاية السلبية عن الوقود الأحفوري بشكل عام والنفط على وجه الخصوص” مشيرا إلى أن بعض الحملات الإعلامية العالمية تسعى بشكل حثيث ومستمر على ربط النفط بالتلوث البيئي والتغير المناخي مما خلق حالة من العدائية ضد الوقود الأحفوري بين أوساط الشباب.
ودعا في هذا الإطار إلى الحاجة الملحة للعمل الجماعي الاستراتيجي لمواجهة هذه الحملات عبر منظمات العمل العربي المشترك مثل منظمة (أوابك) التي لم تتوان منذ تأسيسها عن تفنيد هذه الادعاءات في كل محفل دولي تتواجد فيه.
وذكر اللوغاني أن وسائل التواصل الاجتماعي تمثل فرصة ذهبية للوصول إلى شرائح مختلفة بسهولة ويسر وأقل تكلفة خصوصا إلى فئة الشباب والقيام بحملات إعلامية محددة الأهداف بلغة بسيطة مباشرة تستفيد من التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي وتكون ذات تأثير سمعي وبصري متقن تساعد على خلق الوعي وإزالة الشكوك حول أهمية الدور الذي يؤديه الوقود الأحفوري في حياتنا والذي من غير المعقول ولا العملي إقصاؤه نهائيا كما يروج له حاليا.
وتطرق اللوغاني في كلمته إلى عدة محاور أخرى حول أهمية النفط والغاز في دول الخليج والدول العربية وحول الواقع والاَفاق المستقبلية لمزيج الطاقة العالمي والدور المستقبلي للدول العربية في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة إضافة إلى التحديات المستقبلية التي تواجه صناعة النفط والغاز.
وحول أهمية النفط والغاز في الدول العربية بشكل عام ودول مجلس التعاون على وجه الخصوص قال اللوغاني إن الاحتياطيات المؤكدة للدول العربية من النفط الخام وصلت في نهاية عام 2023 إلى حوالي 5ر726 مليار برميل أي ما نسبته 54 في المئة من الاحتياطيات العالمية المؤكدة المقدرة بحوالي 1335 مليار برميل مشيرا إلى أن معظم الاحتياطي من النفط الخام العربي يرتكز في دول مجلس التعاون التي تستأثر بنسبة تزيد عن 70 في المئة منه.
وأضاف أن “الدول العربية تمتلك أيضا احتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي قدرت بنحو 7ر56 تريليون متر مكعب بنهاية عام 2023 ما يشكل نحو 7ر26 من الاحتياطي العالمي ويتركز معظم هذا الاحتياطي بدول مجلس التعاون بواقع 7ر77 في المئة منه”.
وفيما يتعلق بالإنتاج من النفط الخام والغاز الطبيعي بين اللوغاني أن إنتاج الدول العربية من النفط الخام في عام 2023 بلغ حوالي 8ر23 مليون برميل في اليوم ما يشكل نسبة 27 في المئة من الإنتاج العالمي استأثرت دول مجلس التعاون بالجزء الأكبر منه بحصة بلغت حوالي 6ر70 في المئة.
ولفت إلى أن إنتاج الغاز الطبيعي المسوق في الدول العربية وصل إلى حوالي 618 مليار متر مكعب في عام 2023 مستحوذة على حصة 15 في المئة من الإنتاج العالمي ويتركز معظم ذلك الانتاج بدول مجلس التعاون بواقع 8ر68 في المئة.
وحول الواقع والآفاق المستقبلية لمزيج الطاقة العالمي أوضح اللوغاني أن الطلب العالمي على النفط شكل حوالي نسبة 4ر34 في المئة من إجمالي الطلب العالمي على الطاقة لعام 2023 فيما بلغت حصة الفحم 26 في المئة والغاز الطبيعي 8ر22 في المئة والطاقة الكهرومائية 9ر5 في المئة والطاقة النووية 4ر3 في المئة والطاقات المتجددة الأخرى 5ر7 في المئة.
أما عن الوضع المستقبلي قال اللوغاني إن “توقعات المنظمات والهيئات المتخصصة بالطاقة تشير إلى أن معظم الزيادة في احتياجات العالم من الطاقة لعقود عديدة قادمة سيتم تلبيتها من النفط والغاز الطبيعي الذي من المتوقع أن يستحوذا معا على حصة 8ر54 في المئة من مزيج مصادر الطاقة المستهلكة عالميا في عام 2030 ثم تنخفض بعد ذلك بشكل طفيف لتصل إلى 7ر53 في المئة بحلول عام 2045 نظرا لارتفاع حصة مصادر الطاقة المتجددة إلى حوالي 7ر11 في المئة من مزيج الطاقة العالمي بحسب توقعات منظمة (أوبك)”.
وعن الدور المستقبلي للدول العربية في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة أوضح اللوغاني أن مساهمة الدول العربية من إنتاج النفط العالمي تعتبر ضئيلة نسبيا إذا ما قورنت بحجم الاحتياطي المتوفر لديها الذي يشكل نسبة 54 في المئة من الاحتياطي العالمي متوقعا أن تؤدي هذه الدول دورا مهما ورئيسيا في تلبية احتياجات الدول المستهلكة للنفط وخصوصا السوق الآسيوية وذلك تزامنا مع الآفاق المستقبلية الواعدة لصناعة التكرير وصناعة البتروكيماويات في الدول العربية.
ولفت إلى أن الدول العربية ستكون حاضرة وبقوة في المشهد العالمي للغاز الطبيعي إذ يتوقع أن تساهم بشكل أكبر في التجارة الدولية للغاز الطبيعي المسال مستقبلا وذلك بعد الانتهاء من حزمة المشروعات الجاري تنفيذها حاليا والتي ستسهم في رفع القدرة التصديرية في العديد من البلدان العربية المنتجة للغاز.
من جانب آخر ذكر اللوغاني أن الدول العربية تتمتع بقدرات عالية من موارد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح التي لا تزال واعدة إلى حد ما موضحا أن سياسات الطاقة المتجددة قد تطورت في تلك الدول خلال الأعوام الأخيرة وأصبح لديها أهداف طموحة ومن المتوقع أن تصل الاستثمارات في مصادر الطاقة المتجددة في الدول العربية إلى آفاق جديدة خلال الفترة القادمة.
وعن التحديات المستقبلية التي تواجه صناعة النفط والغاز أفاد اللوغاني بأن الدعوات التي تنادي بالتخلي عن الوقود الأحفوري والانتقال إلى الطاقة المتجددة والمستدامة أحد التحديات المستقبلية التي تمثل معضلة كبيرة ليس فقط للدول العربية التي تعتمد على النفط والغاز كمورد أساسي لدخلها القومي.
وأشار إلى أن فكرة التحول من الوقود الأحفوري ليست بجديدة بل ظهرت منذ فترة طويلة غير أن العمل على تطبيقها على أرض الواقع ليس بالأمر السهل لا سيما في ظل عدم كفاية مصادر الطاقة البديلة الأخرى لتلبية الطلب العالمي المتنامي وهو ما ظهر جليا في ظل الأزمة الروسية الأوكرانية.
وقال إن “صناعة النفط والغاز في الدول العربية بدأت بالفعل في الاستجابة للتوجهات العالمية المرتبطة بخفض الانبعاثات الكربونية والوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050” مبينا أن غالبية الدول العربية سارعت بالإعلان عن التزامها بالحياد الكربوني مع المحافظة على استقرار أسواق الطاقة واستمرار إمدادها بمنتجات بترولية نظيفة وصديقة للبيئة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى