دانت جامعة الدول العربية اليوم السبت بأشد العبارات انتهاكات وجرائم الاحتلال الإسرائيلي وسياسات القمع الوحشية التي ينفذها ضد الأسرى والمعتقلين في سجونه ومعتقلاته السرية.وأكدت الجامعة العربية في بيان بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال ومعتقلاته السرية الذي يوافق الثالث من أغسطس من كل عام أن هذه السياسات القمعية هي نتيجة مباشرة للتفرد بالشعب الفلسطيني من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلي في ظل صمت المجتمع الدولي.ووجهت الجامعة نداءاتها إلى وسائل الإعلام العربية والدولية والمنظمات العربية والإقليمية والدولية الحقوقية لفضح انتهاكات الاحتلال وممارساته غير الإنسانية التي تشمل التجويع والتعطيش والتعذيب والاعتداءات الجنسية والجرائم الطبية والعزل والإذلال والتي تشكل انتهاكا جسيما وسافرا للقوانين والنظم الدولية ولكل الاعتبارات الإنسانية التي توجب معاملة الأسرى والمعتقلين بشكل يحفظ الكرامة والحق في الحياة.وشددت على ضرورة تحمل المجتمع الدولي والصليب الأحمر مسؤولياته تجاه الأسرى والمعتقلين وتحمل مؤسسات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي مسؤولياتها مطالبة بالعمل على إلزام الاحتلال بتطبيق اتفاقيات جنيف الخاصة بالأسرى.كما طالبت مؤسسات العدالة الدولية بالخروج من دائرة الصمت والتعبير عن مواقف قوية واتخاذ خطوات عملية وجدية إزاء ما يتكشف من التعذيب الوحشي القائم على الانتقام الجماعي ونزع الإنسانية الذي يتعرض له الأسرى والمعتقلون الفلسطينيون.وأشار البيان في هذا الصدد إلى أن التعذيب وصل إلى حد القتل والاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي والحقن بالإكراه بمواد مجهولة مشددا على الحاجة لإلزام إسرائيل بإنهاء جميع جرائم التعذيب والمعاملة غير الإنسانية والإخفاء القسري الممارس ضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين.وأكد ضرورة التدخل العاجل من قبل المجتمع الدولي وممارسة الضغوط على حكومة الاحتلال لتتوقف عن ارتكاب جريمة الإخفاء القسري ضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة والكشف الفوري عن جميع معسكرات الاعتقال السرية والإفصاح عن أسماء جميع الفلسطينيين الذين تحتجزهم من القطاع وعن مصيرهم وأماكن احتجازهم إضافة إلى تحمل مسؤولياتها كاملة تجاه حياتهم وسلامتهم.وطالبت الجامعة في البيان المقرر الخاص المعني بمسألة التعذيب والفريق العامل في حالات الاحتجاز التعسفي بإجراء تحقيق فوري ومحايد في ظروف احتجاز جميع الأسرى والمعتقلين في السجون ومراكز الاحتجاز التابعة للاحتلال منذ بدء حربه على قطاع غزة بمن في ذلك الذين قتلوا داخلها.ودعت الى اتخاذ الخطوات المناسبة لمحاسبة المسؤولين عن تلك الجرائم وإنصاف الضحايا بالانتصار للعدالة وتحقيقها للشعب الفلسطيني بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير المصير وتجسيد دولته المستقلة على ترابه الوطني موضحة أن هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الذي تتطلع إليه شعوب ودول العالم بأسره.وأكدت الجامعة العربية مجددا تضامنها ودعمها المطلق للأسرى الفلسطينيين ونضال الشعب الفلسطيني العادل وعلى اعتزازها بصمود الشعب الفلسطيني وإكبارها لتضحياته الغالية مترحمة على أرواح شهدائه ومعبرة عن إيمانها الراسخ بتحقيق الحرية لشعب فلسطين وبانتصار إرادته في تجسيد دولته المستقلة وعاصمتها القدس وأن الاحتلال لا محالة إلى زوال.وأشار البيان الى أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل الإرهاب الرسمي والمنظم وارتكاب الجرائم والانتهاكات الفظيعة ضد الأسرى في سجونه ومعتقلاته منذ السابع من أكتوبر الماضي كاشفا عن طبيعته الوحشية في ظل التركيز العالمي على حرب الإبادة والتدمير على غزة ليزج بآلاف المدنيين الفلسطينيين ومن بينهم الشيوخ والنساء والأطفال من أبناء غزة وما يقارب عشرة آلاف حالة اعتقال من أبناء الضفة الغربية في السجون والمعتقلات السرية في أوسع حملات الاعتقال الشرسة وغير المسبوقة.ولفت البيان إلى تنوع سبل التعذيب والتنكيل والتصفية الجسدية في ظل تعتيم كامل لجرائم الاحتلال المروعة والممارسات القمعية بحق الأسرى الفلسطينيين في سجونه ومعسكراته السرية بما فيها الاعتداءات الجنسية الوحشية وانتهاج سياسة التعطيش والتجويع التي أكدتها تصريحات ما يسمى وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال ايتمار بن غفير.وأضاف ان بن غفير أكد “أن المعتقلين الفلسطينيين سيحصلون على الحد الأدنى من الحقوق والغذاء” وطالب بشرعنة إعدامهم إضافة إلى استخدام سياسة الإهمال الطبي المتعمد وحرمانهم من تلقي العلاج وسحب كل مستلزمات الحياة الأساسية والعزل عن العالم الخارجي ومنع اللجنة الدولية للصليب الأحمر من زيارة السجون بالتزامن مع إيقاف الزيارات العائلية بشكل مطلق. وقالت الجامعة العربية إن شهادات المعتقلين الفلسطينيين المفرج عنهم من السجون ومراكز اعتقال الاحتلال كانت صادمة وتؤكد استمرار ارتكاب جرائم التعذيب العنيف والمعاملة غير الإنسانية بحق آلاف المدنيين الفلسطينيين على نحو منهجي بالإضافة إلى توثيق عشرات الحالات لاستخدام جيش الاحتلال لمعتقلين مدنيين فلسطينيين من قطاع غزة كدروع بشرية وإجبارهم على استكشاف مناطق قتال خطرة.وأكدت في هذا الصدد أن ذلك يعبر عن سلوكيات وحشية وغير إنسانية لجيش الاحتلال الذي لم يقتصر على قطاع غزة بل تم توثيق العديد من الحالات المماثلة في الضفة الغربية خلال الاقتحامات المتكررة في الضفة الغربية.
