فنون

مسرحيون ومتخصصون: الحركة المسرحية الكويتية شكلت منارة ثقافية وحققت نجاحات متميزة

اعتماد نيوز- صحيفة إلكترونية كويتية شاملة

قال المشاركون في ندوة (المسرح الكويتي في مائة عام) اليوم الأربعاء إن الحركة المسرحية الكويتية شكلت منارة ثقافية متوهجة مشيدين بالدور الكبير الذي أداه جيل الرواد في نشأتها وتطورها وبلوغها النجاحات التي حققتها على مستوى المنطقة والوطن العربي.
وأشاد المشاركون في الندوة التي أقامتها جمعية الفنانين الكويتيين بمشاركة عدد من رواد المسرح الكويتي والمتخصصين بتفاعل الحركة المسرحية الكويتية مع القضايا المحلية والعربية.
من جانبه قال الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالتكليف الدكتور محمد الجسار إن المسرح جزء من الفن ويعكس تطلعات المجتمعات وهمومها ويحاكيها لذا فـ”الاهتمام بالمسرح يجب أن يكون من الأولويات”.
وأضاف الجسار في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن احتفالية (جمعية الفنانين) بهذه المناسبة تعد دلالة على اهتمام دولة الكويت بجيل الرواد والأجيال التي تلته بغية الحفاظ على المسرح وتنميته والثقافة المجتمعية.
وأوضح أن (الوطني للثقافة) ممثلا في قطاع الفنون يرعى الكثير من الفعاليات التي تهتم بالمسرح منها مهرجان المسرح المزمع إقامته قريبا والذي يعد تشجيعا للشباب المتطلع للدخول إلى عالم المسرح بمساندة قامات كبيرة.
وذكر أن الاستراتيجية الخمسية التي وضعها وزير الإعلام وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبدالرحمن المطيري تعنى بالاهتمام بالثقافة كأولوية و”نطمح لشراكات بين (الوطني للثقافة) ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص لدعم الحركة المسرحية”.
بدوره أكد الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في (الوطني للثقافة) مساعد الزامل في كلمة خلال الفعالية إن دولة الكويت دعمت الحركة المسرحية لافتا إلى “وجود حالة إبداعية كويتية في مجال المسرح وأن الكويتيين يبحثون منذ الأزل عن الثقافة حتى في سفرهم ما صنع حالة غير عادية تفوقت فيها الكويت على الدول المجاورة المماثلة لنا في الظروف الاجتماعية وأثرت عليها”.
من جانبها قالت الإعلامية القديرة أمل عبدالله في كلمة مماثلة إن بواكير المسرح الكويتي جاءت في مطلع عشرينيات القرن الماضي ممثلة في (محاورة إصلاحية) التي كتبها عبدالعزيز الرشيد و”لم تكن عملا مسرحيا كما هو متعارف عليه اليوم بل كانت مواقف نقدية تم تقديمها على مسرح مدرسة (الأحمدية)”.
وأضافت عبدالله أنه بعد 15 عاما جاء من يستنهض الفكرة ويقدم مسرحية متكاملة على مسرح المدرسة (المباركية) وهي مسرحية (اسلام عمر) فيما غابت المرأة حينئذ عن المشهد المسرحي ليتم تأسيس الفرق المسرحية داخل المدارس إذ جاءت البداية بـ(حكايات من التاريخ) التي قدمت بالفصحى.
من جهته قال العميد الأسبق للمعهد العالي للفنون المسرحية الدكتور محمد بلال في كلمة مماثلة إن هناك نقطة مضيئة في تاريخ المسرح الكويتي وتحديدا في عام 1943 حيث قدمت مسرحية كوميدية استخدمت فيها اللهجة المحلية وفي عام 1955 قدم الفنان محمد النشمي مسرحياته التي عبرت عن الموضوعات والشخصية الكويتية.
واعتبر بلال مسرحية (عشت وشفت) للفنان القدير سعد الفرج “نقطة فاصلة” في تاريخ المسرح الكويتي حيث قدم بها خطابا مختلفا تضمن مطالبات للمرأة الكويتية ومنها التعليم مشيرا إلى الدور العربي في بدايات المسرح الكويتي وتفاعل الأخير مع القضايا العربية.
من ناحيته أوضح الفنان القدير إبراهيم الصلال أن الراحل عبدالعزيز الرشيد قدم في عام “1924” حدث هام في تاريخ الحركة المسرحية وقد تم “اعتماد هذا التاريخ بعد بحث عبر مصادر متخصصة لدارسات ومراجع لتكون محطة انطلاق لأجيالنا التي تشعر بالفخر والاعتزاز بالمسرح الكويتي على مستوى المنطقة”. وقال الصلال في كلمة مماثلة إن دولة الكويت تعد منارة متوهجة بمسرحها وفنونها الشعبية وبما حمله أجيال من المبدعين وقدموه إلى العالم.
وأضاف أن المسيرة المسرحية الكويتية “اقترنت بكم من المنجزات التي تعددت وتنوعت بصماتها عبر أجيال من المبدعين ليكون المسرح منارة متوهجة نعتز بها” معتبرا أن “ما حققته الحركة المسرحية يحتاج إلى الكثير من الدراسة والتحليل للمكانة والدور الذي قام به المسرح من أجل الإنسان والتنوير والنهوض والبناء والتعمير في ظل مناخ الحرية والديمقراطية التي نستظل بها”.
من جانبها قالت الفنانة القديرة مريم الصالح إن المسرح الكويتي كان ارتجاليا في بداياته حتى جاء الأستاذ زكي طليمات “الذي له الفضل في إنشاء المسرح على أسس وقواعد سليمة” مؤكدة أن “الكويت زخرت بمواهب نهضت بالمسرح والحركة المسرحية الكويتية”.
وأفادت الصالح بأنها والفنانة الراحلة مريم الغضبان كانتا “أول فنانتين كويتيتين وواجهتنا صعوبة كبيرة في بداياتنا وحصلنا على من يعيننا في نجاحنا”.
من ناحيته قال المخرج الكويتي عبدالله عبدالرسول في كلمة مماثلة إن جمعية الفنانين الكويتيين تحتفي بهذا التاريخ والرواد والحقب الزمنية التي مرت على تاريخ المسرح الكويتي وهي “مناسبة لاستذكار تاريخ ملهم وهام في تاريخ المشهد الثقافي” المحلي منوها بـ”تأثير المسرح الكويتي على مستوى المسرح العربي”.
وأضاف عبدالرسول أن تجربة المسرح الكويتي التي انطلقت في عشرينيات القرن الماضي تتطلب البحث والرصد للمساهمة أيضا في استشراف مستقبله وتحدياته.
من جانبه قال رئيس مجلس إدارة المسرح العربي المخرج أحمد الشطي في كلمة مماثلة إن رواد العمل المسرحي والفنانين الكبار كانوا نتاج عمل ورؤية دولة مؤكدا أهمية استحضار الماضي لوضع أهداف لاحقة وتأسيس لمستقبل أفضل لا سيما أن الشعوب الحية هي التي تكون دائما تواقة للبناء على أسس سليمة.
وتأسست جمعية الفنانين الكويتيين عام 1963 وتستهدف الارتقاء بمستوى فنون الموسيقى والمسرح والفنون الشعبية والفلكلورية والتشكيلية ورعاية الفنانين الكويتيين والحفاظ على حقوقهم الأدبية والمعنوية وفق القوانين والنظم المعمول بها في دولة الكويت.
وتعمل الجمعية على رفع مستوى العمل الثقافي والفني عن طريق إقامة المؤتمرات والمنتديات والمهرجانات والحفلات وغير ذلك بالتعاون مع كافة الجهات المعنية بالدولة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى