والدي لم يقصص جناحي.. علمني أن أطير
للأب دور بالغ الاهمية في حياة ابنائه وبالاخص ابنته، هو الرجل الأول في حياة ابنته وغالباً ما يكون بنظرها “الرجل الحقيقي” وأفضل رجل في العالم بلا منازع، علاقة الأب بابنته منذ مرحلة الطفولة يمكن أن تُحدّد شخصيتها وتقويها مع دخولها في مرحلة المراهقة ومن ثم النضج.
ومرحلة المراهقة تُعدّ من أهم المراحل التي يجب أن تكون البنت فيها قريبة من والدها، وتأمنه على سرّها لتستمد معلوماتها في الحياة من خبراته وتستمد ايضاً منه الحب والقوة والصمود وتتعلم معنى الحب الحقيقي بعيدا كل البعد عن التعطش العاطفي او الحب غير الحقيقي والمشاعر المبتذلة فأيضاً هذا الترابط يعطي نوعاً من التوازن النفسي والعاطفي لدى الفتاة.
والدي الغالي (ابراهيم الشيخ) رحمه الله.. هو الذي علمني كيف ارسم مسيرة حياتي وأصنع خطاً واضحاً لأهدافي، هو الذي صنع القاعدة الراسخة والاساسية في شخصيتي، وعلمني لغة الحب الحقيقية في زمن يفتقر اليها.. ابي هو الرجل الذي جعل سقف طموحي يرتفع وعلمني ان على الانثى الا تتعلق بأحلام زائفة ومشاعر للاستنزاف فقط، بل تكون لها نظرة واقعية وشخصية صامدة وقوية وقلب كبير يعطي ولا ينتظر المقابل وان يكون لها دور فعال في المجتمع.. وعلمني الشجاعة وان ادافع عن افكاري ومبادئي التي اؤمن بها لآخر رمق ولا اتخلى عنها وأكافح حتى اصل الى اهدافي واراها على ارض الواقع.
لم انس ولن انسى دورك يوماً في جعلي امرأة عصامية قادرة على تحقيق احلامها وتجاوز احزانها، كل عقبة مررت بها وكل حزن شعرت بانه يكاد يخترق اضلعي ويكسر جناحي، تذكرت قوتك التي زرعتها بي، تذكرت نصائحك التي لا يزال صداها يرن بروحي.
ابي انت لم تكسر يوماً جناحي ولم تقيد احلامي وطموحاتي بل العكس كنت دائماً المشجع والداعم الاول والاساسي، وجعلت جميع احلامي ترى النور وكنت دائماً تقول: لا تجعلي لطموحك سماء ودائماً اطمحي الى الافضل واتركِي بصمة.
سأفتخر بك دائماً..
رحمك الله وطيب الله ثراك يا من ترك بصمة طيبة الذكر لا تنسى.