المقالات

حماية الملكية الفكرية

الملكية الفكرية هي فئة من الممتلكات التي تتضمن الإبداعات غير الملموسة للعقل البشري، وتلك الإبداعات لها أشكال وأنواع عديدة ومن أشهرها حقوق النشر، وبراءات الاختراع، والعلامات التجارية، والأسرار التجارية ، فالملكية الفكرية ووفق ما انتهى اليه معرفوها هي كل ما يتوصل اليه العقل من إبداعات واختراعات ومصنفات أدبية وفنية وتصاميم وشعارات وأسماء وصور مستخدمة في التجارة ، والملكية الفكرية هي بالأساس محمية قانونا بموجب قوانين عدة من خلالها يتمكن الأشخاص من كسب الاعتراف بابتكارهم أو اختراعهم أو فائدة مالية نظيره مما يؤدي إلى إتاحة بيئة تساعد على ازدهار الإبداع والابتكار.
وحقوق الملكية الفكرية هي تلك الحقوق التي ترد على أشياء غير مادية ولا يمكن تقويمها بالنقود كالأفكار والمخترعات الناتجة عن الذهن البشري ومن أمثلتها حق الكاتب أو الأديب في مؤلفاته وحق المخترع في اختراعه، وحق صاحب المصنع في الرسوم والنماذج الصناعية التي تتميز بها منتجاته وغيرها ، وهذا يجرنا إلى أن من أهم خصائص الملكية أنه يجوز للمالك أن يستعمل ما يملكه كيفما يشاء، وأنه لا يمكن لغيره قانونا أن يستعمل ملكيته دون تصريح منه وهذا ما حرص عليه المشرع الكويتي عند إصداره القانون رقم 75 لسنة 2019 بشأن حقوق المؤلف والحقوق المجاورة والقانون رقم 64 لسنة 1999 في شأن حقوق الملكية الفكرية.
وحيث كانت أنظمة الذكاء الاصطناعي باعتبارها جزءًا هاماً وركناً أساسياً من التطور التكنولوجي الذى تمر به المجتمعات المختلفة ويساهم في التطور الاقتصادي وتوفير المزيد من الوقت والجهد ويساهم في سرعة عجلة الإنتاج، كان يتحتم على الدول سن القوانين اللازمة لحماية الملكية الفكرية.
إلا أنه في ظل الخضم الهائل من القوانين أصبحت الملكية الفكرية في خطر داهم خاصة بعد انتشار ظاهرة الذكاء الاصطناعي واجتياحها كافة المجالات دون إذن وبالتالي أصبحت الملكية الفكرية في مهب الريح نظرًا لتضارب القوانين من كل دولة إلى أخرى، فبعض الدول قد يرى تدخل الذكاء الاصطناعي فيما قد يتم ابتكاره من آخرين حقا والبعض الآخر يرى في ذلك جريمة وهو الأمر الذي جعل من الضرورة ارتفاع أصوات كثيرة تنادي بضرورة توحيد المبادئ والقوانين لحماية حقوق المبتكرين والمبدعين في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، حيث تسهم الملكية الفكرية في تشجيع الابتكار والاستثمار في مجال التكنولوجيا ومن ثم يمكن للشركات حماية اختراعاتها ومنتجاتها من الاستنساخ غير المشروع والاستخدام غير المصرح به وصولا إلى مواكبة السرعة الرهيبة لانتشار ظاهرة الذكاء الاصطناعي وعليه ينبغي على الدول الإسراع بإبرام الاتفاقيات التي ترسي مبادئ وحدة القوانين المتعلقة بحماية الملكية الفكرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى