رياضة

باريس تأمل تقديم صورة مشرقة لأولمبياد 2024 رغم معضلة تشكيل الحكومة

اعتماد نيوز- صحيفة إلكترونية كويتية شاملة

في ضوء تسارع العد التنازلي لانطلاق دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2024 تأمل باريس رسم صورة مشرقة للمحفل الدولي الكبير الذي يقام كل عامين رغم المشهد السياسي الداخلي الذي جعل فرنسا أمام معضلة لتشكيل ائتلاف حكومي في أعقاب نتائج الانتخابات التشريعية.
وبينما لا تزال فرنسا منشغلة بمفاوضات ما بعد الانتخابات التشريعية بين ثلاث كتل لا يملك أي منها الأغلبية المطلقة حققت دورة الألعاب الأولمبية في باريس رقما قياسيا قبل أن تبدأ ببيع 6ر8 ملايين تذكرة وهو أعلى مستوى على الإطلاق في أي دورة ألعاب سابقة لتتجاوز دورة ألعاب أتلانتا عام 1996 التي باعت 3ر8 ملايين تذكرة.
وتعد هذه المرة الثالثة التي تستضيف فيها العاصمة باريس دورة الألعاب الأولمبية بعد أن استضافتها في عامي 1900 و1924 لكنها تأتي في خضم مناورات عسيرة بين الكتل النيابية الثلاث التي تتنازع مقاعد الجمعية الوطنية (البرلمان).
وقدم رئيس الوزراء الفرنسي غابريال اتال أخيرا استقالته بعد حلول تكتله النيابي لحزب النهضة بزعامة الرئيس إيمانويل ماكرون في المرتبة الثانية من نتائج الانتخابات خلف اليسار ومتفوقا على اليمين إلا أن ماكرون طلب منه الاستمرار في منصبه للمحافظة على الاستقرار.
وستقام دورة الألعاب الأولمبية في الفترة من 26 يوليو إلى 11 أغسطس بينما ستقام دورة الألعاب البارالمبية في الفترة من 28 أغسطس إلى 8 سبتمبر 2024.
ومن المقرر أن يقام حفل الافتتاح في على ضفاف نهر السين حيث سيتم تنظيم عرض فريد على طول النهر الذي يشق مدينة النور.
وهذه هي المرة الأولى التي ينظم فيها حفل افتتاح الأولمبياد في مكان غير تقليدي مثل ملعب رياضي مما سيضيف طابعا مميزا لهذا الحدث.
وكشف المنظمون عن انه سيتم نقل الرياضيين بواسطة القوارب في مسيرة تمتد لحوالي ستة كيلو مترات على النهر مع عروض ثقافية وفنية على ضفافه.
ومنذ الإعلان عن اختيار باريس كمضيفة لأولمبياد 2024 بدأت المدينة في تنفيذ خطط واسعة النطاق لضمان جاهزيتها التامة لهذا الحدث الكبير متضمنة بناء وتجديد المنشآت الرياضية وتطوير البنية التحتية للنقل بالإضافة الى ضمان توفير أماكن إقامة ملائمة للرياضيين والزوار.
وفيما يخص المنشآت الرياضية ستقام دورة الالعاب في أكثر من 30 منشأة من أبرزها (ستاد فرنسا) وقصر بيرسي وساحة شون دو مارس وبرج ايفل وقصر فرساي وجسر ألكسندر الثالث بالاضافة الى مضمار(سان-كوينتين-أون-ايفلين) وساحة (التروكاديرو) وساحة (الكونكورد).
وليس ذلك فحسب بل هناك القرية الأولمبية والبارالمبية في (سان دوني) بضواحي باريس التي افتتحها ماكرون قبل خمسة أشهر من انطلاق البطولة.
وسيستوعب المجمع الذي استغرق تشييده 7 سنوات حوالي 14500 رياضي مع الطواقم المرافقة لهم.
كما تضم القرية حوالي 82 مبنى و3000 شقة و7200 غرفة على موقع مساحته 52 هكتارا بين (سان دوني وإيل سان دوني وسانت وان) شمال العاصمة باريس وتم تشييد كل شيء وفقا لأحدث المعايير البيئية.
وخلال الألعاب ستحتوي قاعة الطعام الرئيسة على مأكولات من جميع أنحاء العالم مع تغيير القائمة كل ثمانية أيام لتلبية الاحتياجات الغذائية للجميع بالإضافة إلى أن هناك مركزا للياقة يعمل على مدار الساعة ويضم الأجهزة والصالات التي يحتاج إليها الرياضيون للإحماء والتدريب والتعافي فيما صمم نادي القرية ليصبح الوجهة المناسبة للاسترخاء والتواصل الاجتماعي ومشاهدة تغطية الألعاب.
كما كشفت اللجنة المنظمة عن ان القرية تحتوي أيضا على مركز ديني متعدد الأديان أما ساحتها فستضم مجموعة متنوعة من الخدمات للسكان بما في ذلك صالون لتصفيف الشعر ومتجر للبضائع ومكتب بريد.
وفيما يخص البنية التحتية للنقل فقد تم تحسين شبكة النقل في المدينة لتسهيل تنقل الرياضيين والجماهير وشملت هذه التحسينات تمديد خطوط المترو وتحديث محطات القطارات وتحسين الطرق العامة.
ويتوقع أن تعود البطولة بالنفع على فرنسا حيث كشفت دراسة مستقلة عن أن دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024 ستكون “مفيدة اقتصاديا للغاية”.
وقالت الدراسة التي نشرتها اللجنة الأولمبية الدولية إن دورة باريس “مفيدة اقتصاديا” من المتوقع أن تمنح دفعة اقتصادية بقيمة تتراوح ما بين 7ر6 و1ر11 مليار يورو (25ر7 – 12 مليار دولار) مع سيناريو متوسط يتوقع 9ر8 مليارات يورو (6ر9 مليارات دولار).
وتولي باريس 2024 اهتماما كبيرا بالاستدامة والبيئة حيث يهدف المنظمون إلى تقليل البصمة الكربونية للألعاب من خلال استخدام مصادر الطاقة المتجددة وإعادة تدوير النفايات واستخدام مواد بناء صديقة للبيئة.
وقال المدير التنفيذي للألعاب الأولمبية كريستوف دوبي في تصريح صحفي انها أول دورة ألعاب أولمبية تتماشى مع الأجندة الأولمبية 2020 حيث تثبت باريس 2024 أن دورة الألعاب يمكن أن تحقق “فوائد اقتصادية كبيرة لمضيفيها” مع كونها مسؤولة اجتماعيا وبيئيا.
وعلى الشق الثقافي تعتزم باريس تنظيم مجموعة من الفعاليات الثقافية والفنية على هامش الأولمبياد لتعزيز التراث الثقافي الفرنسي وجذب المزيد من السياح حيث ستكون هناك معارض وحفلات موسيقية وعروض مسرحية ومهرجانات تهدف إلى إبراز الثقافة الفرنسية والترويج لها.
ومع أهمية الحدث والاعداد الكبيرة التي ستتجه الى قلب العاصمة تولي السلطات الفرنسية أهمية قصوى لضمان سلامة الرياضيين والزوار خلال فترة الألعاب تشمل الإجراءات الأمنية تعزيز الحضور الأمني وتحديث أنظمة المراقبة والتعاون مع جهات أمنية دولية لضمان استجابة فعالة لأي تهديدات محتملة.
ومن المتوقع أن تجذب البطولة اكثر من 10 ملايين شخص ومثل العديد من الدول تواجه فرنسا الخطر الدائم للعمليات الإرهابية ومن هذا المنطلق قررت السلطات تعزيز القدرات الأمنية بنشر 20 ألف جندي في جميع أنحاء البلاد بالإضافة الى 40 ألف شرطي لضمان سلامة الرياضيين والزوار والمسؤولين خلال الألعاب.
ومع بدء العد التنازلي لأولمبياد باريس 2024 تبذل المدينة قصارى جهدها لضمان نجاح هذا الحدث الرياضي الكبير مع تشديد الإجراءات الأمنية لسلامة الحدث والزوار واللاعبين وسط توقعات أن تجذب الألعاب ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم مما يعزز مكانة مدينة النور كواحدة من أبرز المدن العالمية في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى.
واحتفلت فرنسا الأحد الماضي بعيدها الوطني (يوم الباستيل) بعرض عسكري أقيم خارج جادة (الشانزيليزيه) استثنائيا وعلى غير العادة بسبب التطورات الجارية لاستضافة دورة باريس 2024.
وأقيم الاحتفال استثنائيا في جادة (فوش) بحضور الرئيس الفرنسي وعقيلته والوزراء حيث بدأ العرض من (قوس النصر) إلى ساحة (ماريشال دي لاتر دي تاسيني) وتخللته إشارات إلى الأحداث الكبرى لعام 2024 في فرنسا أولها الذكرى الثمانون للتحرير من ألمانيا النازية إلى جانب دورتي الألعاب الأولمبية والبارالمبية.
وقبل نهاية العرض استقبل الحاضرون الشعلة الأولمبية بصحبة عدد من الفرسان إلى أسفل المدرج الرئاسي وكان حاملها العقيد تيبولت فاليت الحاصل على الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية التي استضافتها مدينة (ريو دي جانيرو) البرازيلية عام 2016.
وتشارك دولة الكويت بعشرة لاعبين خالد المضف ومحمد الديحاني (رماية) ويوسف الشملان (مبارزة) وأمينة شاه (الشراع) وسعاد الفقعان (التجديف) ويعقوب اليوحه وامل الرومي وابراهيم الظفيري (العاب القوى) ولارا دشتي ومحمد زبيد (سباحة).
وسيضم الوفد الكويتي رئيس اللجنة الأولمبية الكويتية الشيخ فهد ناصر صباح الأحمد الصباح ونائب الرئيس الشيخ مبارك فيصل النواف الصباح ومدير البعثة علي المري وعضو مجلس إدارة اللجنة الاولمبية الكويتية الشيخ جابر ثامر جابر الأحمد الصباح وعضو اللجنة الأولمبية الكويتية رئيس رياضة المرأة فاطمة حيات ونائب مدير البعثة نجاة الصايغ والمدير الفني محمد السعدي والملحق الإعلامي خليل ندوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى