الألماني توماس مولر يضع حداً لمسيرته الدولية الزاخرة
وضع مهاجم بايرن ميونيخ توماس مولر حداً لمسيرته الدولية عقب خروج المنتخب الألماني المضيف من ربع النهائي كأس أوروبا لكرة القدم، وذلك وفق ما أعلن الإثنين.
قال مولر الذي سيبلغ عامه الـ35 في أيلول/سبتمبر، في فيديو نشره على مواقع التواصل الاجتماعي “بعد 131 مباراة دولية و45 هدفاً، أقول اليوم وداعاً للنسر (شعار المنتخب الألماني)”.
لعب مولر مباراته الدولية الأولى عام 2010 وسجل 45 هدفاً، من بينها 5 في مونديال 2010 ومثلها في 2014. هدفه الأخير سُجِّل في مرمى فرنسا خلال فوزٍ وديّ (2-1) في كانون الأوّل/ديسمبر الماضي.
يحتل المركز الثالث في ترتيب أكثر اللاعبين ارتداء لقميص المنتخب الوطني (131)، خلف لوتار ماتيوس (150) والمهاجم ميروسلاف كلوزه (137). كما يحتل المركز السادس كأفضل الهدافين في تاريخ ألمانيا.
قال في الفيديو “حين لعبت مباراتي الدولية الأولى مع المنتخب الألماني قبل 14 عاماً، لم أكن لأحلم بكل هذا”.
وأضاف “لطالما شعرت بفخرٍ كبيرٍ بتمثيل منتخب بلادي. احتفلنا معاً وتشاركنا الدموع في أحيانٍ أخرى”.
وكان المهاجم صاحب الشخصية القوية جزءًا من منتخب بلاده المتوّج بمونديال البرازيل 2014 على حساب الأرجنتين (1-0).
كان مولر احتياطياً في كأس أوروبا 2024 وشارك في 41 دقيقة في الخسارة أمام إسبانيا 1-2 في ربع النهائي، وألمح قبل انطلاق البطولة أنها قد تكون محطته الأخيرة مع المنتخب.
بعد مواجهة إسبانيا، قال إنه سيجري محادثات مع مدربه يوليان ناغلسمان “في الأيام المقبلة”، وأنه سيقرّر ما إذا كان التنحّي لصالح اللاعبين الأصغر سناً هو “الخيار المعقول”.
“غير تقليدي… غير متوقّع”
بعد إعلان الاعتزال، أشاد ناغلسمان بإمكانات مولر كلاعب، مضيفاً أن المنتخب الألماني “سيفتقده كثيراً”.
بدوره، قال رودي فولر، مدير المنتخب الألماني وبطل العالم السابق “لا أحد مثل توماس مولر”.
وأضاف في بيان “لا يُمكن لقيمته بالنسبة لكرة القدم الألمانية أن تُقدَّر بشكلٍ كافٍ”.
واعتبر فولر أن مولر “غير تقليدي، فطن وغير متوقّع وقد نجح لهذه الأسباب”.
حين سجّل خمسة أهداف في بطولته الكبيرة الأولى خلال مونديال 2010، تشارك جائزة الهدّاف مع ثلاثة لاعبين آخرين.
افتتح مولر التسجيل في المباراة التي انتهت بفوز تاريخي للمنتخب الألماني على نظيره البرازيلي المضيف 7-1 في نصف النهائي، في طريقه لإحراز اللقب العالمي للمرة الرابعة في تاريخه.
ومن بين التشكيلة الفائزة بكأس العالم، لا يزال حارس المرمى مانويل نوير، زميل مولر في بايرن، فقط ضمن المنتخب الحالي.
وكان توني كروس لاعب وسط ريال مدريد الإسباني، أعلن قبل انطلاق النسخة الحالية من كأس أوروبا، أنه سيضع حداً لمسيرته الكروية بعد البطولة.
وبخلاف كروس، سيواصل مولر اللعب بقميص عملاق بافاريا الذي يرتبط معه بعقد حتّى عام 2025.
ماكينة أهداف
بدوره، قال هربرت هاينر رئيس بايرن ميونيخ في بيان “الجيل الشاب لا يعرف المنتخب الوطني من دون توماس مولر ولا يُمكنني أن أتخيّله من دونه”.
وأضاف “أنا سعيد بأن توماس سيستمر باللعب لنادينا”.
أمّا برند نويندورف، رئيس الاتحاد الألماني للعبة، قال في بيان “إنجازاته وألقابه تتحدّث عن نفسها”.
وتابع “بأهدافه وإبداعه، لعب دوراً رئيساً في تشكيل واحدةٍ من أفضل حِقب المنتخب الوطني في تاريخه”.
وودّع مولر في رسالته الجمهور وناشده “التمنّي بالتوفيق للفريق في طريقه إلى التأهّل لكأس العالم 2026. سأفعل ذلك أيضاً، الآن، كمشجع في المدرجات وليس كلاعبٍ في الملعب”.
خاض مولر مباراته الدولية الأولى أمام الأرجنتين في لقاءٍ وديّ في آذار/مارس 2010 وانتهت بخسارة منتخب بلاده بهدفٍ دون رد، قبل أن يشارك مرة ثانية في آخر مباراة استعدادية لكأس العالم أمام البوسنة والهرسك.
شارك في ستٍ من المباريات السبع ضمن مونديال جنوب إفريقيا، فسجّل أمام أستراليا افتتاحاً، ثمّ ثنائية أمام إنكلترا في ثمن النهائي، ومرة ضد الأرجنتين في ربع النهائي، قبل أن يغيب بمواجهة إسبانيا بسبب تراكم الإنذارات، مُنهياً البطولة بهدفٍ في مرمى الأوروغواي في مباراة تحديد المركز الثالث في الفوز 3-2.
في مونديال البرازيل، استهلّ المباراة الافتتاحية أمام البرتغال بثلاثية “هاتريك”، وعاد للتسجيل أمام الولايات المتحدة في الجولة الثالثة، قبل أن يبصم على الهدف الخامس أمام البرازيل في نصف النهائي، علماً أنه صنع ثلاث تمريراتٍ حاسمة أيضاً في ثلاث مبارياتٍ مختلفة.
غاب لفترةٍ طويلةٍ عن “دي مانشافت” من آذار/مارس 2019 إلى آذار/مارس 2021 قبل عودته في حزيران/يونيو من السنة عينها، وذلك خلال حقبة المدرب يواكيم لوف.