أكد رئيس البرلمان العربي عادل العسومي اليوم السبت أن تزايد الاعتراف الدولي بدولة فلسطين على نحو ما عكسه قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي صدر بأغلبية ساحقة يعد تأكيدا لعدالة القضية الفلسطينية ويكشف الوجه القبيح لكيان الاحتلال وطبيعته العنصرية والإجرامية.
وثمن العسومي في كلمة ألقاها خلال افتتاح أعمال الجلسة الرابعة من دور الانعقاد الرابع للفصل التشريعي الثالث تزايد عدد الدول التي اعترفت مؤخرا بدولة فلسطين وحقها في الحصول على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة ومن بينها اسبانيا والنرويج وايرلندا.
وقال إن التحول الملحوظ في مواقف دول العالم الحر تجاه القضية الفلسطينية يؤكد مجددا للاحتلال وداعميه أن الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم لن يتحققا بآلة الحرب والأعمال الإجرامية الإرهابية “وإنما السبيل الوحيد هو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس”.
واستنكر العسومي تهديد الاحتلال الاسرائيلي لمؤسسة دولية هي محكمة الجنايات الدولية بفرض عقوبات عليها إذا أصدرت أوامر باعتقال بشأن مجرمي الحرب في الاحتلال.
واعتبر أن هذا الامر يمثل امتدادا لحملة “الإرهاب والتخويف والتهديد” التي يقوم بها الاحتلال ضد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش ومنظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وأشاد العسومي في كلمته بمخرجات القمة العربية ال 33 التي استضافتها العاصمة البحرينية المنامة من خلال قراراتها الداعمة والمساندة لنصرة القضية الفلسطينية ومن أهمها الدعوة لعقد مؤتمر دولي تحت رعاية الأمم المتحدة لحل القضية الفلسطينية على أساس إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس.
وأشاد بجهود العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى ال خليفة في تحقيق نتائج أعمال القمة موضحا ان أولى الخطوات تجلت في زيارته إلى روسيا ودعوته لدعم عقد المؤتمر الدولي لحل القضية الفلسطينية وهو ما يمثل تجسيدا للثوابت الراسخة التي تلتزم بها البحرين في دعم القضايا العربية وحماية الأمن القومي العربي وتعزيز التضامن على كافة المستويات.
وقال العسومي ان إدارة ملك البحرين الحكيمة لأعمال القمة العربية كان لها أكبر الأثر في أن تحظى الملفات والقضايا التي تمت مناقشتها بالتوافق والتأييد العربي على كافة المستويات مثمنا التحرك السريع لحشد الدعم الدولي اللازم لعقد المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط.
واستعرض العسومي نتائج قمة البحرين وفي مقدمتها مطالبة الاحتلال بالانسحاب الفوري من مدينة (رفح) على الجانب الفلسطيني والوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في قطاع غزة ووقف كافة محاولات التهجير القسري وإنهاء كافة صور الحصار والسماح بالنفاذ الكامل والمستدام للمساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وثمن مواقف القادة العرب في قمة البحرين التي مثلت “خارطة طريق” لمعالجة الأزمات والصراعات في المنطقة العربية لاسيما الأزمة السودانية واليمنة والليبية والسورية فضلاً عن تطورات الأوضاع في لبنان والصومال مؤكدا أن البرلمان العربي سيسخر كافة أدواته وإمكاناته في مجال الدبلوماسية البرلمانية لدعم مخرجات وقرارات القمة على كافة المستويات.
ووجه العسومي تحية إجلال وإكبار لنساء وأطفال وشيوخ وشباب فلسطين الذين أثبتوا للعالم أجمع بصمودهم أن قضيتهم لن تموت وأن حقهم سيعود ولو بعد حين مثمنا تضحياتهم بأرواحهم ودمائهم على مدار ما يقرب من ثمانية أشهر متواصلة.
وأشار في هذا الاطار الى ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من حرب إبادة جماعية وتهجير قسري وترتَكَب ضده جرائم حرب مكتملة الأركان راح ضحيتها آلاف الأبرياء معظمهم من الأطفال والنساء مع استمرار الدعم الأمريكي الأعمى لهذه الجرائم بالمال والسلاح.
وأعرب عن تهنئته قادة دول مجلس التعاون الخليجي بمناسبة الذكرى ال 43 لتأسيس المجلس والتي توافق 25 مايو من كل عام مؤكدا أن مجلس التعاون الخليجي يمثل رافدا أساسيا من روافد تعزيز العمل العربي المشترك وصرحا إقليميا عربيا شامخا صمد أمام الكثير من التحديات التي واجهته منذ نشأته.
كما أعرب عن الشكر لجامعة الدول العربية وأمينها العام احمد ابوالغيط لما تقدمه من تسهيلات لاستضافة جلسات البرلمان وكذلك للأمانة العامة للبرلمان العربي لحسن تنظيم أعمال هذه الجلسة ولكافة وسائل الإعلام لتغطيتها أعمال الجلسة.
