موسم الانتخابات ينعش قطاعات خدمية في مقدمتها الدعاية والاعلان والتجهيزات الغذائية
يشكل موسم الانتخابات بالمفهوم الاقتصادي “انتعاشة” لقطاع الدعاية والإعلان فمع انطلاق الحملات الانتخابية لمجلس الأمة 2024 يحرص المرشحون على استقطاب أكبر عدد من الناخبين عن طريق الاستعانة بالقطاعات الخدمية المتنوعة التي تنشط خلال هذه الحملات وفي مقدمتها قطاع الدعاية والإعلان إضافة لقطاع التجهيزات الغذائية.
وأكد عدد من المتخصصين في المجال الاقتصادي في لقاءات متفرقة مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الاثنين استفادة عدد كبير من القطاعات الخدمية في الفترات التي تشهد فيها البلاد حملات انتخابية نظرا لحاجة المرشحين إلى الخدمات العديدة التي تقدمها تلك القطاعات ولاسيما الترويج لبرامجهم الانتخابية والتعريف بها من خلال الاعلانات على وسائل الإعلام والاعلان المتنوعة.
في هذا السياق قال رئيس قسم الاقتصاد والتمويل في جامعة الخليج الدكتور أسامة الفلاح إن موسم الانتخابات يعتبر من أبرز المواسم على الصعيد المحلي التي يرتفع فيها الطلب على بعض القطاعات الخدمية وتتزايد الحركة المالية بشكل عام اضافة الى انه فرصة سانحة لأصحاب الأعمال لتوسيع نشاطهم المالي.
واوضح الفلاح أن حجم النشاط الاقتصادي في الحملات الانتخابية الاخيرة كان “متوسطا” نظرا لمجموعة من العوامل ودخول موسم رمضان الذي يعتبر ذا طابع اجتماعي وديني خاص للمجتمع.
من جانبه قال رئيس الجمعية الاقتصادية مشاري العبد الجليل ان أبرز القطاعات الخدمية المستفيدة من موسم الانتخابات قطاع الإعلان والتجهيزات الغذائية والخدمات اللوجستية وبصورة خاصة المتعلقة بتجهيز المقار الانتخابية إضافة إلى القنوات التلفزيونية الخاصة وقنوات اليوتيوب الخاصة وشركات توفير العمالة لتنظيم الندوات والشركات التي توفر خدمات إعلامية للمرشحين كالتصوير.
وأضاف العبد الجليل إن التعاملات التجارية الكبيرة في البلاد تتأثر نسبيا “كالتداولات في البورصة بسبب عدم وضوح من سيفوز بالانتخابات البرلمانية وكذلك عدم معرفة التشكيل الحكومي بعد الانتخابات وعدم معرفة برنامج العمل الحكومي ومدى مساهمته في تنمية الاقتصاد الكويتي”.
ولفت إلى وجود تغير في القطاعات الخدمية المستفيدة من نشاط السوق موضحا انه على سبيل المثال فقد تأثرت المطابع الورقية وإعلانات الشوارع العشوائية التي توضع بشكل كبير في الشوارع وتعرقل الرؤية وحركة سير المركبات.
وافاد أنه من خلال قطاع الدعاية الإعلان أصبح بمقدور المرشحين إيصال أهدافهم وتوجهاتهم إلى أكبر عدد من الناخبين وخاصة عبر منصات التواصل الاجتماعي والوسائل الالكترونية الأخرى كالصحف الالكترونية وقنوات اليوتيوب فيما قابل ذلك انخفاض في الإعلانات الورقية واللوحات الاعلانية في الشوارع.
من جهته قال أمين السر في الجمعية الكويتية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة محمد القطان ان موسم الانتخابات يعد فرصة لأصحاب الشركات العاملة في القطاعات الخدمية إذا استثمروها بشكل صحيح مثل الانظمة الالكترونية والمطبوعات وإنتاج الفيديوهات والتصوير الفوتوغرافي والتغطية الإعلامية وإدارة الفعاليات والإعلانات في منصات التواصل الاجتماعي والاعلانات الخارجية.
واضاف القطان انه على الرغم من وجود نشاط في السوق خلال الانتخابات الحالية لكنه يعد قليلا مقارنة بالانتخابات السابقة في أعوام (2020 وما قبل) مبينا ان سبب ذلك انخفاض المقدرة المالية للمرشحين وقصر فترة الانتخابات.
وأوضح ان الحملات الإعلامية التي تقوم بها الشركات المختصة كخدمات للمرشحين تهدف إلى التأثير على الناخبين لان الإعلام يساعد على الوصول إلى شريحة كبيرة لا يستطيع المرشح الوصول إليها أو اللقاء بها بشكل مباشر من خلال الدواوين كالنساء وبعض المجاميع.
وبين أن عقد الندوات أصبح أقل في هذه الانتخابات بسبب ارتباطات عدد من المرشحين وعدم تمكنهم من الحضور نتيجة تزامنها مع شهر رمضان والامتحانات والعديد من الفعاليات وبالتالي تم استبدالها بالغبقات وبالمقابلات المسجلة والنشر في وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشار الى وجود فارق ملحوظ في أهمية الحملات الانتخابية حسب المكون الاجتماعي والدوائر الانتخابية