فنون

ناعة السيوف والخناجر في البحرين.. مهنة متوارثة منذ 250 عاما وليست حكرا على الرجال فقط

اعتماد نيوز- صحيفة إلكترونية كويتية شاملة

تعد صناعة السيوف والخناجر من الحرف الأصيلة والمتوارثة في مملكة البحرين حيث تتنوع تصاميم وتقنيات صنعها مجارية الزمن لتخلد القصص التاريخية وتظل رمزا ينقل التقاليد والقيم الاصيلة من جيل إلى آخر.

ورغم التغيرات المتسارعة في نمط المعيشة إلا ان السيوف لا تزال متصدرة المشهد وحاضرة في المناسبات الاجتماعية المهمة والاحتفالات الرسمية كما انها ترتبط بالزي الشعبي التقليدي الخليجي كجزء من الحفاظ على الهوية الثقافية والتراثية كما أن لشعوب الخليج ارتباط خاص بالسيوف التي حافظت على قيمتها ومكانتها العظيمة عندهم.
وللتعرف على السيوف وأنواعها ومراحل تصنيعها أجرت وكالة الانباء الكويتية (كونا) جولة في أحد مصانع السيوف بمملكة البحرين التي اشتهرت بالصناعات اليدوية لاسيما السيوف والخناجر المتوارثة عن الآباء والأجداد.
وفي لقاء مع صانعة السيوف زهور الصايغ التي ورثت المهنة عن أجدادها لتكون أول بحرينية تشتغل في هذه الحرفة بالإضافة إلى تصميم وتصنيع المجوهرات التي تستوحي تصاميمها من السيوف والخناجر أوضحت ان صناعة السيوف بدأت في مملكة البحرين قبل نحو 250 عاما أي من عام 1783.
وأضافت انها مرت بمراحل عدة لعبت العادات والتقاليد والزمن أيضا دورا كبيرا في أهميتها واستخداماتها بين سلاح وزينة وفي بعض الاحيان أداة قتل وفي وقت آخر أداة للبهجة والسرور.
وقالت انه في ذلك الوقت كانت السيوف تصنع للعوائل الحاكمة على وجه الخصوص وتفصل لصاحبها على طوله ووزنه وبنية جسمه والمسافة بين قبضته والارض ليلائمه ويسهل عليه استخدامه.
وأشارت إلى انه من أشهر سيوف الحكم في الخليج لاسيما في البحرين هو سيف “الجبارة” الذي يعود وينسب إلى “الزبارة” ويتميز بكثرة النقوش الخارجية بالإضافة إلى سيفي “الروضة” و”نصيف”.
ولفتت زهور الصايغ إلى ما تحمله السيوف من قيمة معنوية عالية عند العرب فهي جزء مهم من حياتهم تشاركهم مراسم الحفلات والاعراس والمناسبات وذلك من خلال “العرضة” وهي الرقصة الشعبية التي نشأت في المعارك حيث كانوا يلعبون في السيف من أجل ترهيب العدو قبل بداية المعركة في اشارة إلى الاستعداد وعدم الخوف واحتفاء بالنصر بعد الفوز.
وبينت ان هناك برتوكولات واعتبارات اجتماعية خاصة في الأعراس فسيف المعرس يجب ان يكون أقل من سيف والده وذلك احتراما له كما انه يعتبر خاصا بالرجال دون النساء إلى جانب العديد من العادات الاخرى واستخدامه كأداة للزينة وهدية مميزة.
وأوضحت أن السيوف تعتبر رمزا للسلام وتحمل دائما باليد اليسرى حتى تترك اليد اليمنى لمصافحة الآخرين.
وقالت ان نوع وشكل السيف يحدد استخداماته فاذا كان ما يسمى ب “النصل” (وهو الجزء الممتد من السيف المصنوع من الفولاذ) مستقيما فانه يعد اداة حرب للمشاة اما إذا كان منحنيا فانه للفارس راكب الخيل وذلك ليسهل عليه القتال في الحروب حيث ان العدو إذا اصطدم بالفارس لا يقص يده او يتعرض لجروح.
ولفتت الصايغ إلى ان السيف يتكون من عشرات الاجزاء ولكن اهمها البريومة التي تحدد ميزان السيف وعلى الرغم من ان وزن السيف يبلغ بين 6 إلى 8 كيلوغرامات الا ان حامله لا يشعر بثقله لان الاوزان تتوزع بالسيف بطريقة صحيحة وهذه هي وضيفة البريومة التي تسهل على الفارس حمله وتحريكه بانسيابية سهلة لان فيها ثقلا كما ان نصف وزن السيف يكون في منتصف حنية “النصل”.
وفي استعراضها لأجزاء السيف اشارت الى ان هناك ايضا ما يسمى ب “الطعوس” وهي تضع على “مقبض” السيف ودلالة على رتبة الفارس نفسه و”سيلان” الجزء الخلفي من مكون النصل ويمتد ويدخل في “المقبض” و”الثومة” تأتي في نهايته و”البرشق” او الواقية وهو الجزء الذي يمنع انزلاق اليد الى المكان الحاد بالإضافة غطاء السيف والنصل و”الغمد” والـ “كركوشة” للزينة.
واوضحت ان صناعة السيف الواحد تأخذ مدة طويلة تتراوح بين ثلاثة الى اربعة شهور بالاضافة الى ان تصنيعه يمر بعدة مراحل منها التشكيل والتجميع والهندسة والمعالجة الحرارية والصبغ والتزيين.
وأشارت زهور الصايغ الى ان الخناجر وال “شبريات” كانت تلازم الناس في حياتهم اليومية قديما ومن اشهرها “غدارة” وهو شكله وحجمه بين السيف والسكين واطلق عليه هذا الاسم لأنه بالعادة يستخدم للقتل من مسافة قريبة وهو خاص بالرجال.
أما بالنسبة ل “الشبرية” فهي سكين صغير خاص بالنساء واطلق عليها هذا الاسم من كلمة شبر حيث ان النساء قديما لا يخرجن من البيت مسافة شبر الا وهن متسلحات به وذلك لحماية أنفسهن.
ويبقى اقتناء السيوف والخناجر رغم اختلاف احجامها وصورها واستخدامتها من الاساسيات في الماضي وما زالت تفرض وجودها في الحاضر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى