محليات

الكويت والإمارات.. مصير واحد عماده الأخوة الراسخة والتاريخ المشترك والشراكة الاستراتيجية

وسط الأجواء الغامرة بالفرح المواكبة لزيارة سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة تبرز بجلاء معاني الأخوة الراسخة والعلاقات التاريخية المتجذرة والشراكة الاستراتيجية والمصير الواحد. ومن نافلة القول إن البلدين الشقيقين يوحدهما الانتماء والتاريخ المشترك والشراكة المتعددة المجالات التي تواصل نموها المطرد في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في ظل دعم ورعاية القيادتين الرشيدتين في البلدين الشقيقين. ودائما يؤكد الأشقاء الإماراتيون قيادة وحكومة وشعبا المكانة البارزة التي يكنونها لأشقائهم في الكويت بما يعكس عمق العلاقات التاريخية والأخوية بين البلدين. كما يحظى دور الكويت المحوري والتاريخي في تعزيز روابط الأخوة الخليجية بتقدير عال من القيادة في دولة الإمارات التي تتطلع دائما إلى استكمال مسيرة العمل الخليجي المشترك. وترتبط الإمارات بعلاقات أخوية وثيقة مع دولة الكويت تعود إلى أكثر من ستة عقود مضت وتحظى بدعم ورعاية من قيادتي البلدين الشقيقين اللذين يمضيان نحو مزيد من العمل المشترك على الصعد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. كما تعكس العلاقات بين البلدين إصرارا كويتيا – إماراتيا على الدفع بها لمستويات أكثر تقاربا وتكاملا بما يخدم مصالحهما المشتركة. واكتسبت العلاقات الإماراتية – الكويتية زخما منذ خمسينيات القرن الماضي حين بدأت البعثة التعليمية الكويتية عملها في الإمارات في عام 1955 بإنشاء العديد من المدارس وتجهيزها ودعمها بالكتب والأدوات المدرسية للطلبة قبل إعلان الاتحاد فيما دشنت البعثة الطبية الكويتية عملها في الإمارات عام 1962 وأنشأت العديد من المراكز والمستشفيات. وساهمت دولة الكويت ماليا وإداريا في تقديم تلك الخدمات والإشراف عليها وعملت على إنشاء محطة إرسال تلفزيوني في إمارة دبي بدأ العمل بها عام 1969 أطلق عليها (تلفزيون الكويت من دبي). وفي سبعينيات القرن الماضي تعمقت العلاقات الأخوية المستندة الى روابط الدم والإرث والتاريخ والمصير المشترك وازدادت قوة ورسوخا بدعم المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح طيب الله ثراهما وواصل بعدها قادة البلدين السير على نفس الخطى. وشهدت العلاقات الثنائية بين دولة الكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة محطات بارزة أسهمت بصورة مباشرة في ترسيخها والمضي بها قدما سواء على المستوى الثنائي أو من خلال مسيرة مجلس التعاون بما يعود بالخير على البلدين الشقيقين. وحرصت قيادتا البلدين على توثيقها باستمرار وتعميقها بذاكرة الأجيال المتعاقبة حتى تستمر على ذات النهج والمضمون والزخم وترجم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه حجم العلاقات التي تربط البلدين الشقيقين بموقفه المشرف أثناء احتلال الكويت واستضافة دولة الإمارات عشرات الآلاف من الأسر الكويتية على أرضها إضافة إلى قرار المغفور له بمشاركة القوات الإماراتية في حرب تحرير دولة الكويت. وعلى الصعيد السياسي دائما تشهد العلاقات الدبلوماسية بين الكويت والإمارات تطورا ملحوظا يعكسه التنسيق المتبادل بين الجانبين في المحافل الإقليمية والدولية تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك. ويعكس التنسيق المتبادل بين الإمارات والكويت حيال جميع القضايا الثنائية والعربية والدولية حجم التطور في العلاقات السياسية بين الدولتين بما يخدم مصلحة الجانبين ويعزز وحدة وتماسك البيت الخليجي والعربي عموما. وتكريسا لمتانة العلاقات بين البلدين والرغبة في الانطلاق بها نحو آفاق واسعة من التعاون والتنسيق وقع البلدان اتفاقية إنشاء (اللجنة المشتركة) للتعاون الثنائي عام 2006 في مدينة الكويت وعقدت اللجنة عددا من الاجتماعات تم خلالها إبرام اتفاقيات عدة منها البرنامج التفعيلي في مجال البيئة لعام 2014 – 2015 والبرنامج التنفيذي للاتفاق الثقافي والفني بين البلدين للأعوام 2013 و2014 و2015. كما تم توقيع برنامج تعاون بين وزارتي خارجية البلدين في مجال التدريب الدبلوماسي والبحوث وبروتوكول تعاون مشترك بين غرفة تجارة وصناعة الكويت واتحاد غرف التجارة والصناعة في الإمارات ومذكرة تعاون بين هيئتي الأوراق المالية والسلع في البلدين. وأيضا وقعا مذكرة تفاهم للتعاون الصناعي ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال النفط والغاز والبتروكيماويات ومصادر الطاقات الجديدة والمتجددة وبرنامجا تنفيذيا للتعاون في مجال المكتبات والثقافة والفنون بين هيئة أبوظبي للثقافة والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دولة الكويت خلال الأعوام من 2014 إلى 2017. وتؤكد مسيرة التعاون على المستويين الاقتصادي والتجاري بين البلدين الشقيقين لاسيما خلال الأعوام القليلة الماضية متانة العلاقات وتكامل اقتصاد البلدين فالإمارات والكويت تؤمنان بأهمية التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما وتفعيل ذلك من خلال زيادة التبادل التجاري وتعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية في مختلف المجالات الاقتصادية والصناعية والتجارية والاستثمارية على الصعيدين الخاص والعام. وساهمت الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الاقتصادية والتجارية الثنائية في زيادة حجم الاستثمارات والتبادل التجاري بين البلدين إلى مستويات متقدمة إذ ارتفع التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين وسجلت الصادرات الإماراتية غير النفطية للكويت لعام 2021 نموا بنسبة 1ر30 في المئة. وحسب تقرير لمجلس الأعمال الكويتي بالتعاون مع غرفة دبي للتجارة والصناعة تصدرت المعادن والأحجار الثمينة الصادرات الاماراتية إلى الكويت متمثلة ب 9ر21 في المئة من الإجمالي مما يعادل نحو ملياري دولار تلتها الأجهزة الإلكترونية والمعدات اللتان شكلتا 8ر15 و3ر9 في المئة على التوالي. وفي المقابل نمت الصادرات الكويتية غير النفطية لدولة الامارات العربية المتحدة خلال 2021 بنسبة 5ر16 في المئة لتصل الى إجمالي 33ر1 مليار دولار مرتفعة بنسبة 2ر44 في المئة من عام 2020 كما شكلت النسبة الكبرى من الصادرات الكويتية معادن الوقود (الفحم المكلسن ومشتقات كيميائية). وتشير بيانات شركات الطيران في البلدين ما قبل جائحة (كورونا) إلى وجود ما يتراوح بين 180 و200 رحلة طيران مباشرة تربط مطارات البلدين أسبوعيا في حين تقدر أعداد السياح الكويتيين الذين يزورون الإمارات سنويا ما بين 400 و500 ألف سائح سنويا. وتعكس العلاقات الثقافية بين الإمارات والكويت الشقيقة عمق التاريخ المشترك بينهما وازدادت هذه العلاقة مع تطور الثقافات والعلوم فكانت دولة الكويت سباقة بين دول الخليج في حركات التعليم والفكر حيث نشرت العلوم والثقافة ولم تبخل بتلك العصارة الأدبية والفكرية. كما فتحت الجامعات الخاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة مجالا واسعا أمام استقطاب الطلبة الكويتيين الذين وجدوا فيها بديلا مناسبا عن الجهات الدراسية التي كانت تذهب بهم إلى أوروبا والولايات المتحدة وتشهد أعدادهم في الجامعات الخاصة في الدولة تزايدا مستمرا وصل إلى ما يقارب 1500 طالب وطالبة إضافة إلى ما تشهده المعاهد والكليات والجامعات الكويتية من وجود لطلبة دولة الإمارات فيها. وكان حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه والوفد الرسمي المرافق لسموه غادر بحفظ الله ورعايته أرض الوطن صباح اليوم متوجها إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وذلك في زيارة دولة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى