خارجيات

محطات ومواقف في مسيرة العلاقات الكويتية – البحرينية

اعتماد نيوز- صحيفة إلكترونية كويتية شاملة

في إطار المسيرة التاريخية الراسخة تمضي العلاقات الكويتية – البحرينية المتجذرة بخطى ثابتة نحو رؤى طموحة مستمدة قوتها من روابط مشتركة ليس على مستوى القيادات فحسب بل بما يجمع البلدين وشعبيهما الشقيقين من أواصر الدم والنسب والمصير الواحد أيضا.
ومرت العلاقات الكويتية – البحرينية بمحطات تاريخية بارزة ما جعلها تزداد متانة وقوة مع الزمن وتؤكد أن ما يربط البلدين هو مصير مشترك.
ويتبادر الى الاذهان كلمات تترجم وتعكس قوة الروابط الاخوية وعمق اواصر الحب والاحترام بين القيادتين والحكومتين والشعبين على جميع المستويات وهي التي قالها المغفور له سمو امير البحرين الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه أثناء الغزو العراقي الغاشم (هم جدهم جدي وجدي لهم جد.. واعيالهم هم شعرة من فؤادي).
واختصرت هذه الكلمات علاقات ضاربة في عمق التاريخ امتدت لعقود طويلة من التآخي والانسجام بين البلدين والشعبين الشقيقين.
وتؤكد الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين قوة ومتانة العلاقات الثنائية لاسيما ان استمرارها يعطي مؤشرات قوية على حرصهما على الانطلاق بالعلاقات المشتركة نحو مجالات أرحب بما يعود بالخير والنفع على شعبيهما الكريمين.
كما تعكس هذه الزيارات عمق العلاقات الثنائية المتجذرة وما تتميز به من توافق في الرؤى والمواقف تجاه القضايا الإقليمية والدولية.
وتستذكر الكويت الموقف الشجاع لمملكة البحرين ودورها المحوري منذ اليوم الاول للغزو العراقي الغاشم للكويت في الثاني من اغسطس 1990 بتقديم الدعم اللوجستي لقوات التحالف.
وتجلى دور قوة دفاع البحرين بفروعها الثلاثة البرية والجوية والبحرية في حرب تحرير الكويت لتمتزج دماء جنود البحرين البواسل مع أشقائهم من الكويت لتخلد أسمى صور التضحية والفداء.
وساهمت المملكة في صياغة قرارات إدانة الغزو العراقي والدعوة إلى انسحاب النظام الغاشم من الأراضي الكويتية بالكامل بالإضافة الى موقفها الداعم لعودة الشرعية الى دولة الكويت في كافة المحافل الدولية.
واحتضنت البحرين الاسر الكويتية والتي قدر عددها آنذاك بنحو 12 ألف فرد وتم تشكيل لجنة تعنى بشؤونهم فضلا عن تواصل جهود المملكة فيما بعد التحرير سواء من خلال الدعم الطبي أو إصلاح البنية الأساسية.
وبعد التحرير مباشرة قام سمو امير البحرين الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة بزيارة الكويت في 19 يونيو 1991 للتهنئة بعودة الشرعية الكويتية وزوال الاحتلال العراقي الغاشم وعودتها إلى أبنائها حيث قال سموه “إنها لمن اسعد الساعات أن نلتقي بأخينا صاحب السمو الشيخ جابر الاحمد الصباح على ارض الكويت بعد أن زالت الغمة من هذه الارض الطيبة وعادت الكويت إلى أبنائها”.
وتقديرا لموقف البحرين توجه سمو امير الكويت المغفور له الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح رحمه الله بعد ذلك الى البحرين ليعرب عن شكره وتقدير الكويت لكل ما قدمته البحرين من مواقف نبيلة لن تنساها الكويت وستظل محل تقدير وامتنان.
وتكرر التعاضد نفسه بين البلدين خلال عام 2003 إبان حرب العراق حين توجهت مجموعة القتال السابعة البحرينية إلى الكويت للمشاركة في الحفاظ على أمنها أثناء دخول القوات الأمريكية إلى العراق لخلع النظام العراقي البائد.
كما ان للكويت وقفات مشرفة مع البحرين من خلال دعمها ومشاركتها في كل الجهود التي تصب في تعزيز الاستقرار الأمني والاقتصادي في البحرين.
وشهدت العلاقات البحرينية – الكويتية على مدار العقود الماضية تطورا ملموسا على كافة الأصعدة والمستويات لاسيما منذ إنشاء اللجنة العليا المشتركة للتعاون بين حكومتي البلدين الشقيقين في عام 2001 وصولا إلى عقد دورتها العاشرة بالمنامة في 2019 وتوقيع ثماني اتفاقيات في مجال التعاون الدبلوماسي والقنصلي والسياحي والجوي والثقافي والتربوي والإعلامي ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية للتعاون في مجالات متعددة.
وفي عام 2013 جرى توقيع اتفاقيات تمويل مشاريع إنمائية في المملكة بين حكومة البحرين والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية وذلك في إطار برنامج التنمية الخليجي.
كما تشهد العلاقات الاقتصادية ايضا تطورا إيجابيا يشمل التعاون بكافة المجالات بفضل ما تتميز به العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين من توافق الرؤى حول القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 113 مليون دولار في الربع الثالث من عام 2023 وبنسبة 10 بالمئة مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2022 إضافة إلى نمو الاستثمارات الكويتية المباشرة في المملكة إلى نحو 5ر2 مليار دولار.
وعلى الصعيد الشعبي تتميز العلاقات الكويتية – البحرينية بأنها علاقات نسب وقربى على أعلى المستويات فضلا عن أن كثيرا من العوائل في البحرين قريبة من نظيراتها في الكويت الأمر الذي يفسر تقارب الطابع الاجتماعي والحميمية في العادات والتقاليد والثقافة بين البلدين.
ويسعى البلدان الشقيقان بشكل دؤوب الى تطوير العلاقات الثنائية التي تشهد نموا ملحوظا كل يوم على جميع المستويات والارتقاء بها نحو افاق أرحب وفق ركائز الاخوة التي رسخها الاباء والاجداد. وكان حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه والوفد الرسمي المرافق لسموه غادر أرض الوطن صباح اليوم متوجها إلى مملكة البحرين الشقيقة وذلك في زيارة دولة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى