دولة الكويت تؤكد دعم جميع المساعي الإنسانية الدولية الهادفة لتخفيف معاناة الفلسطينيين
أكدت دولة الكويت اليوم الخميس استعدادها للانضمام إلى أي مساع إنسانية دولية تهدف إلى تخفيف معاناة الأشقاء الفلسطينيين معربة عن تمسكها بمناداتها للسلام العادل ونبذ الحروب والصراعات العسكرية.
جاء ذلك في كلمة دولة الكويت التي ألقاها سفيرها لدى فرنسا محمد الجديع أمام المؤتمر الدولي بشأن المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين بقطاع غزة المنعقد بقصر (الإليزيه) في باريس بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وقال السفير الجديع إن “حياة إنسان واحد مهما كان لا يعادلها أي ثمن” مشددا على أنه حان الوقت لأن يتم وضع حد للصراع بين الجانب الفلسطيني والكيان الإسرائيلي المحتل ومؤكدا أن “العالم والأبرياء يدفعون ثمن الإهمال الفادح لهذه القضية”.
وأضاف أنه “من هذا المنطلق جددت الكويت المطالبة بحل شامل وعادل لهذه القضية والدعوة إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني للأراضي الفلسطينية”.
وأشار إلى أن الكويت أكدت حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1967 وفقا للقانون الدولي ومبادرة السلام العربية وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة.
وشدد الجديع على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه المطالبة والضغط نحو الوقف الفوري لإطلاق النار والعمليات العسكرية للاحتلال الإسرائيلي وإنهاء حصاره غير القانوني وضمان توفير وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية والاحتياجات الأساسية والغذاء والدواء واستئناف عمل خطوط الكهرباء والمياه لسكان غزة مع التأكيد على دعم ثبات الشعب الفلسطيني على أرضه والتحذير من أي محاولات للتهجير القسري.
وذكر أن المجتمع الدولي “أمام مسؤولية تاريخية” تجاه التعامل مع ما يزيد على مليوني مواطن فلسطيني باتوا دون أي مصادر تذكر للكهرباء أو الماء أو الغذاء أو الدواء أو وسائل التواصل مع العالم الخارجي.
ونبه إلى أن سكان غزة يتعرضون للقصف المستمر حتى اثناء انعقاد أعمال الاجتماع الحالي “في تطبيق صارخ لسياسة العقاب الجماعي” من حكومة الاحتلال الإسرائيلي تجاههم.
وعلى إثر ما يشهده قطاع غزة من تدهور حاد في مقومات الحياة كافة جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي أكد الجديع أن دولة الكويت كانت سباقة منذ البداية في توجيه المساعدات الإنسانية إلى القطاع على المستوين الرسمي والشعبي وذلك عبر المؤسسات الرسمية المعتمدة.
وأوضح أن ذلك جاء من خلال تسيير جسر جوي متواصل منذ ال23 من أكتوبر الماضي بلغ 17 رحلة جوية حتى الآن نقلت الكويت عبره مئات الأطنان من المستلزمات والأجهزة الطبية وسيارات الإسعاف وآليات النقل والمواد الغذائية للشعب الفلسطيني الشقيق.
كما أشار إلى قرار دول مجلس التعاون الخليجي تخصيص مبلغ 100 مليون دولار كدعم فوري للمساعدات الإنسانية في قطاع غزة مؤكدا أن دولة الكويت لن تتردد في مواصلة تأدية واجبها الإنساني تجاه أشقائها الفلسطينيين.
وأعرب الجديع عن تثمين الكويت الدور الذي لعبته فرنسا في استضافة هذا المؤتمر للسكان المدنيين في قطاع غزة موجها في هذا المقام للشعب الفلسطيني “تحية إكبار واجلال على تسطيره لأسمى معاني الصمود في قطاع غزة رغم ما يواجه من هجوم بشع قل نظيره في تاريخنا المعاصر حيث تستمر آلة الاحتلال الإسرائيلية منذ أكثر من شهر بارتكاب مجازر وجرائم إنسانية ضد الشعب الفلسطيني”.
يذكر أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا في افتتاح المؤتمر إلى تطبيق “هدنة إنسانية سريعة للغاية” في قطاع غزة مشددا في الوقت نفسه على أهمية “حماية المدنيين”.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في وقت سابق إن باريس تستضيف هذا المؤتمر بغية تناول “الوضع الإنساني الحرج” الذي يواجه السكان المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة الذين “تضرروا كثيرا من جراء القصف والافتقار للتيار الكهربائي والوقود والمياه والسلع الطبية”.
وتشن قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانا متواصلا على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي ما أدى إلى سقوط آلاف الشهداء والمصابين.