(قمة القاهرة للسلام).. مساع لحل شامل للقضية الفلسطينية وسط مشاركة إقليمية وعالمية واسعة
بحثا عن خفض التصعيد في قطاع غزة والأراضي العربية المحتلة وإيجاد حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية تنطلق اليوم السبت بالعاصمة الإدارية الجديدة أعمال (قمة القاهرة للسلام 2023) وسط مشاركة واسعة وبارزة من زعماء وقادة العالم ورؤساء المنظمات الاقليمية والدولية.
وفي الوقت الذي يشن الاحتلال الإسرائيلي عدوانا غاشما على أبناء قطاع غزة أوقع آلاف الضحايا وأدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية لسكانها وجه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يوم الأحد الماضي خلال ترؤسه اجتماع مجلس الأمن القومي الدعوة لاستضافة قمة إقليمية دولية من أجل تناول تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية.
وفي تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير حسن هريدي ان (قمة القاهرة للسلام) تهدف لاتخاذ موقف عربي واقليمي ودولي بشأن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة من جانب والتأكيد على ضرورة تفعيل حل الدولتين من جانب آخر مؤكدا الارتباط الوثيق بين الموضوعين. وشدد هريدي على أنه إذا لم يتم ايجاد تسوية سياسية وحل سلمي للقضية الفلسطينية فإن المنطقة ستظل في هذه الحلقة من العنف لافتا الى أن حركات المقاومة الفلسطينية تمارس حقها الشرعي في الدفاع عن الأرض والنفس.
وأشار الى أنه من المتوقع أن تطلق القمة نداء لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية الى قطاع غزة.
وقال ان المشاركة الواسعة في القمة تثبت أن المجتمع الدولي بدأ في إدراك خطورة استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على الأمن والاستقرار ليس فقط في الشرق الأوسط وإنما على مستوي العالم أيضا.
وأضاف أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في ظل انحياز غربي مطلق “للعدوانية الإسرائيلية” مؤكدا ضرورة أن تصدر عنه رسالة تخاطب الضمير الإنساني وتطالب المجتمع الدولي بتفعيل ميثاق الأمم المتحدة وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية.
ومن جهته قال نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو هاشم ربيع في تصريح مماثل ل(كونا) ان (قمة القاهرة للسلام) ستكون أكثر أهمية إذا ركزت على الأبعاد السياسية للقضية الفلسطينية وليس فقط البعد الانساني وإدخال المساعدات الغذائية والطبية وغيرها الى قطاع غزة.
وأكد ربيع أهمية الحديث خلال القمة عن الحق العربي وفضح ممارسات الاحتلال الاسرائيلي والاصرار على مواقف ضرورية نابعة من قرارات الأمم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية خاصة أن الشعب الفلسطيني يعيش تحت الاستيطان وأرضه يتم تهويدها ونهب ثرواتها يوما بعد آخر إلى جانب المشكلات المتعلقة بالمقدسات وتدنيسها مشددا على أن “هذه الأمور يجب عدم السكوت عنها”.
وقال انه يجب على الغرب ألا يصف حركات المقاومة الفلسطينية المسلحة بالإرهاب لأنها “مقاومة مشروعة” ولها الحق في اتخاذ كافة الاجراءات لتحرير الأرض.
وأضاف “لابد أن تكون هناك مواقف واضحة بشأن القضية الفلسطينية بأبعادها السياسية الى جانب العمل على وقف إطلاق النار بشكل فوري ومنع استمرار هذه الحرب وخصوصا أن الاحتلال الاسرائيلي في حالة “سعار” ومدعوم من الآلة الاعلامية الغربية بشكل كبير.
واستنكر ربيع التناقض في التناول الاعلامي الغربي بشأن قيم حقوق الانسان وحق تقرير المصير والحفاظ على الأرض في أوكرانيا وفلسطين.
ومن جانبه قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السيد شلبي في تصريح ل(كونا) ان (قمة القاهرة للسلام) تمثل تحديا لدول العالم خصوصا أنها تأتي في وقت يشهد قطاع غزة تصعيدا خطيرا وغير مسبوق يهدد بتوسيع دائرة النزاع في المنطقة.
وأشار الى أن التصعيد والأزمة الانسانية الحالية في قطاع غزة كشفا عن الموقف غير المسؤول وغير العادل للدول الغربية التي وقفت داعمة ومؤيدة للاحتلال الإسرائيلي بينما غضت الطرف عن الدمار والخراب وعشرات الآلاف من الضحايا الفلسطينيين ومنهم الأطفال والنساء وكبار السن الذين راحوا ضحية القصف الهمجي الغاشم على قطاع غزة.
وشدد على ضرورة ألا تكون أحداث غزة الحالية هي الشاغل الوحيد لقمة (القاهرة للسلام) وإنما يجب أن تكون هناك وقفة جادة من القادة والزعماء للتوصل لحل عادل وشامل ونهائي يسهم في تسوية قضية الفلسطينية ككل.