(فاو) تدعو الحكومات إلى وضع قضايا المياه في صدارة أولويات سياساتها الوطنية
دعا المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) شو دونيو اليوم الاثنين الحكومات إلى وضع قضايا المياه في صدارة أولويات سياساتها الوطنية من أجل إنتاج مزيد من الغذاء باستخدام كميات أقل من المياه وتحسين النظم الغذائية.
جاء ذلك في كلمة افتتاحية ألقاها شو دونيو لدى إطلاق (فاو) بمقرها الرئيس في روما الاحتفالات بيوم الأغذية العالمي في ذكرى تأسيس المنظمة في 16 أكتوبر 1945 بالتركيز على حيوية المياه وحسن إدارتها ضمن الجهود العالمية الرامية إلى تحقيق الأمن الغذائي والاستدامة والعمل المناخي.
وقال شو دونيو إن شعار الاحتفال باليوم لهذا العام وهو (المياه هي الحياة.. المياه هي الغذاء: لا تتركوا أي أحد خلف الركب) يركز على ارتباط المياه بالغذاء مؤكدا أنه “دون الماء لا يمكن إنتاج الغذاء ولا يوجد أمن غذائي دون أمن مائي في ظل النمو الديمغرافي والزحف العمراني والتصنيع والتنمية الاقتصادية وأزمة المناخ التي تمثل جميعها ضغوطا على موارد المياه حول العالم”.
كما تطرق إلى تأثير تزايد موجات الفيضانات وأزمات الجفاف على الأنظمة الغذائية “ما يعرض حياة الملايين من المزارعين والمستهلكين للخطر”.
وشدد على أن “هذه التحديات المتشابكة معا تبين مدى أهمية الماء الذي تشكل شحة الموارد المائية والاستخدام الجائر للأنظمة الغذائية التي بلغت مستويات حرجة بينما يمكننا إنتاج أكثر بالقليل وكذلك يمكن تقليص استهلاك المياه وإعادة تدويرها ويمكن تقليص ما يستهلك من الثروة المائية المستخدمة في مجال الزراعة”.
وأكد الحاجة إلى تواصل الحوار “إذا ما أردنا تحقيق أهداف التنمية المستدامة” مشيرا إلى أنه “ينبغي تشاطر مختلف المحاور المطلوب النهوض بها بتعزيز الشراكات بين الحكومات والقطاع الخاص والجامعات والمجتمع المدني للعمل المتضافر من أجل الحفاظ على الثروة المائية”.
ونبه إلى ضرورة أن تضع الحكومات قضايا المياه في صدارة أولويات سياستها الوطنية مع ضرورة العمل على حلول ابتكارية بإشراك القطاع الخاص بجانب الحاجة لتكثيف الاستثمارات لتنمية الموارد وتطوير البنى التحتية المائية من أجل إنتاج مزيد من الغذاء باستخدام كميات أقل من المياه عبر تحسين النظم الغذائية.
كما شدد المدير العام على أهمية “التوزيع العادل للموارد المائية وتعزيز القدرة على الصمود” بالإضافة إلى انخراط القطاع ليكون من القائمين على إدارة هذه الثروة لتكون مستدامة بيئيا ومجزية اقتصاديا.
وشهد الاحتفال كذلك إلقاء رئيسي إيطاليا سيرجو ماتاريللا وإيرلندا مايكل هيغينز ضيفي احتفالات هذا العام كلمتين بحضور ممثلي المجتمع الدولي ووفود الدول الأعضاء بينها وفد دولة الكويت.
كما وجه البابا فرانشيسكو بابا الفاتيكان والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس رسالتين للاحتفال في حين ألقى رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد) ألفارو لاريو والمدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة ديفيد بيزلي كلمتي منظمتيهما الشريكتين في جهود تحقيق الأمن الغذائي.
ففي كلمته قال الرئيس الإيطالي إن يوم الأغذية العالمي يشكل فرصة لتحفيز المجتمع الدولي برمته وبالأخص البلدان الأكثر ازدهارا من أجل “مضاعفة جهودها لوضع حد للجوع في العالم وضمان حصول ملايين البشر على الغذاء على قدم المساواة”.
ولفت في هذا السياق إلى أن أعداد الذين يعانون من سوء التغذية آخذة في التزايد ويظهر صورة عالم متخلف بشكل مقلق عن متابعة أهداف خطة الأمم المتحدة لعام 2030 باعتبارها الإطار المرجعي للأهداف التي ينشدها المجتمع الدولي والتزامه بجعل الحياة على هذا الكوكب مستدامة.
وشدد على أن “الجوع هو أحد الأسباب المساهمة أو المسببة للعنف وحتى الحروب لذا تشكل مكافحته عملا ثمينا من أعمال السلام” منبها إلى أن “تحويل الغذاء والماء إلى أدوات للصراع يعد جريمة” في حين أن “الغذاء والماء دليلان على عدم إمكانية تجزئة مصير البشرية”.
وقال إن الحق في الغذاء والماء يندرج ضمن حق أوسع في الحياة ويدعم فكرة “الأمن الإنساني” التي تتطلب التعاون إذ إن التحدي الذي يواجهنا يتمثل في “إعطاء الحياة والكرامة للناس للشعوب في كل مكان” نظرا لأن انعدام الأمن الغذائي لا يعني مجرد نقص الغذاء بل هو أيضا عدم القدرة على الوصول إلى المياه.
كما أكد الأمين العام للأمم المتحدة في كلمة متلفزة إلى الاحتفال أن “القضاء على الجوع في العالم هو مشروع قابل للتحقيق”.
وناشد الأمين العام الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني والعالم الأكاديمي “العمل معا من خلال إعطاء الأولوية لتغذية ملايين الأشخاص والأطفال الذين يعانون من الجوع في العالم للقضاء على الجوع في العالم ووضع إنهاء هذه الأزمة المتفاقمة على رأس الأجندة العالمية والاستثمار في حلول طويلة الأمد”.
يذكر أن الاحتفال بيوم الأغذية العالمي هو حدث سنوي يصادف الذكرى السنوية لتأسيس (فاو) وهو من أكثر أيام الأمم المتحدة احتفالا ويحشد العمل العالمي من أجل النظم الزراعية والغذائية.
وينطوي (يوم الأغذية العالمي) على قرابة 500 نشاط تقام في 150 بلدا بالتزامن تتابعه شبكات التلفزة والإذاعات ووسائل التواصل الاجتماعي ويشمل عروضا بما فيها عروض الطائرات المسيرة وإضاءة المعالم الشهيرة في جميع أنحاء العالم في حملة توعية بقضايا الأمن الغذائي.
ويسلط الحدث لهذا العام الضوء على حالة 4ر2 مليار شخص في بلدان تعاني من الإجهاد المائي وعلى معاناة 600 مليون شخص يعتمدون على النظم الغذائية المائية من التلوث وتدهور النظم الإيكولوجية وتأثيرات تغير المناخ