رواية (فتنة الغفران) لحمود الشايجي..إصدار جديد يروي حكاية موازية متخيلة لحياة أبي العلاء المعري
يكشف الأديب والروائي الكويتي حمود الشايجي في روايته الجديدة (فتنة الغفران) جوانب وكواليس العلاقات المتشابكة والكثير من الأسرار والخفايا الكامنة خلف كتابة نص (رسالة الغفران) للشاعر والفيلسوف العربي أبي العلاء المعري وكأنه أراد أن يروي حكاية موازية للنص الأصلي للرسالة.
ويتناول الشايجي في روايته (فتنة الغفران) التي صدرت في القاهرة اليوم الأربعاء جوانب متعددة في حياة المعري من خلال سيرة روائية متخيلة لحياة هذا الشاعر والفيلسوف منذ ولادته عام 363هـ في معرة النعمان إلى وفاته عام 449هـ في المدينة ذاتها.
وتستعرض الرواية الكثير من التقلبات والمواجهات في الحياة العامة والخاصة بل والخاصة جدا للمعري كاشفة عن ترحاله الدائم منذ صغره في الأرض وفي نفسه وتنقله بين الاندفاع في الحياة إلى اعتزالها وزهده فيها.
وتضيء الرواية على تتبع المعري للعلم والمعرفة أينما حل حتى صار علامة فارقة في عصره يرجع إليها الناس إذ ما أرادوا أن يتحققوا من كتب السابقين وعلمهم فرغم عماه الذي أصابه منذ كان في الرابعة من عمره لم يمنعه ذلك أن يصبح واحدا من رموز عصره في اللغة والشعر والفلسفة.
كما تلقي رواية (فتنة الغفران) الضوء على أهمية علاقة أبي العلاء بآل المغربي وخصوصا علي المغربي وولده صديق المعري “أبو القاسم” الملقب بالوزير المغربي وتأثير هذه العلاقة في حياة أبي العلاء وعلى كتابة نص “رسالة الغفران” الذي أطلق شرارته ابن القارح مؤدب أبي القاسم عندما أرسل رسالة ظاهرها احترام للمعري وباطنها رغبة في الانتقام من آل المغربي وكل من يمت لهم بصلة.
ولم تغفل الرواية عن سرد الحياة الاجتماعية والسياسة والفلسفية والاعتقادية ونشوء حركات فكرية عديدة منها المعتدل وآخر متطرف ومتشدد في مدن عدة على الخريطة العربية الإسلامية في ذلك الوقت مثل: بغداد وحلب والقاهرة وتبريز وغيرها مما يعطي لمحات مهمة عن طبيعة البيئة التي أحاطت بالمعري وساهمت في مجريات حياته بكل جدلياتها وتجلياتها.
يذكر أن (فتنة الغفران) هي الرواية الثالثة للشايجي بعد روايتي (جليلة) و(شيخ الخطاطين) وثلاثة دواوين شعرية هي (هيولى) و(العزف الثامن) و(عشق)