متفرقات

الصحة النفسية تمكن الفرد من مواجهة ضغوط الحياة ومن الضروري رفع مستوى الوعي بمشاكلها

اعتماد نيوز- صحيفة إلكترونية كويتية شاملة

 الصحة النفسية جزء لا يتجزأ من الصحة العامة فهي تشكل حالة من الاستقرار والرفاه النفسي تمكن الفرد من مواجهة ضغوط الحياة في عالمنا المعاصر الذي يموج بأحداث ومتغيرات قد يؤثر كثير منها على صحة الفرد النفسية.
ومن هنا تبرز أهمية الاحتفال بيوم الصحة النفسية العالمي للتوعية الذي يصادف غدا وتسليط الضوء على العوامل الاجتماعية والنفسية وتأثيرها النفسي على الأسرة والمجتمع ورفع مستوى الوعي بمشكلاتها حول العالم وتكريس وتفعيل الجهود لدعم الصحة النفسية وتوفير خدمات الصحة النفسية والرعاية الاجتماعية الشاملة.
وقالت مدير مركز الكويت للصحة النفسية الدكتورة خلود العلي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الاثنين ان حالة الرفاه والاستقرار النفسي تمكن الفرد من التعليم والعمل بشكل جيد وخدمة المجتمع لتحقيق التوافق والتوازن النفسي والاجتماعي.
وأشارت الى ان هذا التوازن هو ما يدعم قدراتنا الفردية والجماعية على اتخاذ القرارات المناسبة وإقامة العلاقات واستغلال المهارات والكفاءات الذاتية الإيجابية لافتة الى ان شعار هذا العام (الصحة النفسية حق انساني عالمي) كما حددته منظمة الصحة العالمية يعني “جعل الصحة النفسية والرفاهية للجميع أولوية عالمية”.
وأشارت العلي الى الأسباب التي قد تؤدي الى اعتلال الصحة النفسية ومنها التعرض لظروف اجتماعية واقتصادية وسياسية وبيئية واضطرابات عاطفية وادمان الى جانب عوامل وراثية وضغوط نفسية في مرحلة من مراحل النمو الحساسة خصوصا مرحلة الطفولة المبكرة.
وقالت ان من الأسباب أيضا الحالة الاقتصادية وتفشي الامراض والأوبئة والطوارئ الإنسانية لافتة الى انه لا يتأثر الجميع بنفس الدرجة وهناك أيضا من يصاب بالأمراض النفسية دون التعرض لنفس العوامل التي تسبب في إصابة غيره.
وحول استراتيجيات تعزيز الصحة النفسية وكيفية الاهتمام والوقاية قالت الدكتورة العلي لا يقتصر الاهتمام بالصحة النفسية على قطاع الصحة بل يجب ان تشمل برامج تعزيز الصحة النفسية في قطاعات التعليم والعمل وكل ما يتعلق بالأفراد.
وأشارت الى أهمية عرض مواد إعلامية ارشادية توعوية ضد مخاطر اضطرابات الصحة النفسية والأمراض الشائعة وكيفية الوقاية منها وتحسين الوضع الصحي البيئي للتخفيف من التلوث البيئي والضوضاء والتحكم في مصادر التلوث.
ولفتت الى أهمية التنشئة الاسرية السليمة الخالية من العنف والتركيز على الأطفال والمراهقين في تحقيق التوازن النفسي والحرص على دعم الصحة النفسية والتشجيع على اللياقة البدنية وممارسة الرياضة والهوايات.
واستعرضت الدكتورة العلي الخدمات التي يقدمها المركز منوهة بما يقدمه الأطباء من خدمات التشخيص والعلاج والمتابعة وفق أحدث البروتوكولات العلاجية والاختبارات النفسية والإرشاد النفسي والعلاجي من خلال وحدة الخدمة النفسية الإكلينيكية وإقامة أنشطة الرعاية النهارية لإكساب المرضى مهارات التعامل وخدمات الترفيه وفق خطة العلاج.
وقالت ان المركز يقدم العلاج بالعمل والخدمات الاجتماعية والتعاون مع مكتب حماية الطفل وفق سياسة عمل لافتة الى ان المركز يقدم أيضا رحلات ترفيهية والاحتفال بالأعياد الوطنية والقرقيعان وإقامة المخيم الربيعي والتعاون مع وزارة الأوقاف لتقديم أنشطة ومهارات داخل المركز.
وأوضحت ان هناك عيادات نفسية في المستشفيات العامة والتخصصية فضلا عن التعاون مع إدارة الرعاية الأولية في وزارة الصحة من خلال العيادات النفسية والعلاج النفسي وهناك أيضا وحدة الاستشارات النفسية الطارئة للمستشفيات العامة والتخصصية وتقديم خدمة الرد على الاستفسارات والتوجيه عبر خط الطوارئ.
وأشارت الى مركز المنارة للصحة النفسية للأطفال والمراهقين مبينة أنه “أول مركز خليجي متخصص يقدم خدمات نفسية متكاملة للأطفال والمراهقين” ويضم فريق عمل من الأطباء والمعالجين النفسيين ويستقبل حالات اضطرابات القلق والاضطرابات السلوكية مثل فرط الحركة وقلة الانتباه بالإضافة إلى الاضطرابات السلوكية المصاحبة للعجز الفكري والتوحد.
من جانبه قال استشاري الطب النفسي الدكتور عبدالله غلوم ل(كونا) ان المرض النفسي هو اضطراب أو مجموعة اضطرابات في السلوك والمشاعر ونمط التفكير يؤدي الى خلل في حياة الإنسان اليومية والمهنية والاجتماعية.
وأوضح انه لا يوجد سبب محدد للأمراض النفسية حيث ان الأسباب متعددة وتشمل الناحية الوراثية وهي من أقوى العوامل المؤدية الى وجود أعراض المرض النفسي.
وقال ان هناك عوامل اخرى مثل الضغوط الحياتية والصدمات التي قد يتعرض لها بعض الناس اضافة الى وجود أمراض طبية قد تؤدي الى ظهور اضطرابات نفسية مثل مرض العصاب المتشدد او اي خلل في الجهاز العصبي قد ينتج عن مرض طبي مثل الاورام او اصابة دماغية ناتجة عن اصابة شديدة على المخ.
وعن أفضل الطرق لتحسين الصحة النفسية قال هناك أمور ليست تحت سيطرة الإنسان تتعلق بالصحة النفسية مثل العوامل الوراثية والمؤثرات الخارجية مبينا ضرورة ان يهتم الفرد بصحته الجسدية والنفسية والمحافظة على نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة.
وأوضح انه من الناحية النفسية المطلوب التوازن في الحياة اليومية وهذا يشمل نظام الإنسان اليومي والذي يبدأ من الاستيقاظ المبكر والذهاب الى عمله و”يشمل ربات البيوت” والانجاز في العمل والذي يتطلب الهمة والتركيز.
وأشار الى ضرورة القيام بالمهام الاجتماعية الاخرى مثل زيارة الاهل والتواصل مع الاصدقاء والحرص على نواحي الترفيه حيث ان الإنسان محتاج ان يرفه عن نفسه حتى يقوم بمهامه وواجباته.
ولفت الى ان هناك عدة أنواع للأمراض النفسية منها (الاكتئاب) وهو من اضطرابات المزاج المعروفة والمنتشرة عالميا بشكل أكبر مما نتصور قائلا ان الدراسات والإحصائيات تفيد ان 40 في المئة فقط من مرضى الاكتئاب يلجأون الى استشارة طبية لعلاج حالتهم.
وأكد الدكتور غلوم أن الاكتئاب ليس ضعفا في الشخصية ولا في الإيمان ولا ينتج بسبب مشاكل عائلية او اجتماعية إنما قد يحدث عند الذين لا توجد مشاكل في حياتهم وفي الغالب تكون أمورهم العائلية والمادية مستقرة.
ولفت الى انه حالة وجدانية تتمثل في هبوط حاد في المزاج على غير المعتاد وتسبب كدرا في حياة الإنسان مبينا أن هبوط المزاج قد يشمل معظم اليوم ويمتد لفترة لا تقل عن اسبوعين وقد يمتد الاكتئاب الى شهور وسنوات في حالة عدم علاجه.
وقال ان الاكتئاب يؤدي الى اضطرابات في التركيز حيث يقل التركيز وتقل الرغبة والدافع ولا يشعر الإنسان بلذة الأشياء التي كان يستمتع بها بالإضافة الى اضطرابات في النوم والأكل سواء زيادة أو نقصان والشعور بقلة الطاقة والوهن وتسيطر على الانسان الافكار السلبية والشعور بالنقص والذنب وتراوده فكرة تمني الموت وقد تصل الى التفكير بالانتحار.
وأشار الى أن (القلق) هو التفكير المستمر في أمور لا تستحق التفكير ومن أعراضه تضخيم الأمور بشكل كبير وتوقع أسوأ الاحتمالات مما يسبب ارباكا وإزعاج مستمر للشخص القلق ويؤدي الى هبوط المزاج والعصبية واضطرابات في النوم وقلة التركيز.
وقال هناك أيضا نوبات الهلع وهي مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية التي تحدث فجأة دون سبب وتتمثل بالشعور بالخوف الشديد مصحوبا بتسارع نبضات القلب وضيق النفس والجفاف في الفم والشعور بالدوخة والتعرق مع وجود رجفة في الأطراف مصحوبة بالتنميل والخوف من فقدان الوعي او الاصابة بالجنون أو فقدان السيطرة.
وأشار الى اضطراب ما بعد الصدمة حيث يشعر الفرد انه فاقد السيطرة أو ان حياته معرضة للخطر وقد يصيب الإنسان إذا تعرض لموقف جسيم ومؤثر كالحروب أو التعذيب او الكوارث الطبيعية وقد يتعرض لها رجال الإسعاف والاطفاء والمرور لما يشاهدونه من مناظر صعبة ومؤثرة.
وأكد أهمية تحسين جودة الخدمات المقدمة والاستثمار في تطوير القوى العاملة واستقطاب الخبرات المميزة مع السعي لحماية حقوق المرضى النفسيين ومنع الممارسات غير المهنية.
ودعا الجميع للتفاعل والتعاون مع هذه الجهود والمساهمة في تعزيز الصحة النفسية من خلال ممارسة أنماط صحية وسلوكية سليمة والابتعاد عن مهددات الصحة النفسية والحصول على المعلومات من مصادرها الموثوقة وعبر القنوات الرسمية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى