ليز تراس تطالب بمزيد من الحزم حيال الصين بشأن تايوان
حثت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة ليز تراس من تايبيه الأربعاء، رئيس الحكومة الحالي ريشي سوناك على إبداء حزم حيال الصين بشأن تايوان ووصفت الجزيرة بأنها نموذج “لرفض الاستبداد”.
وانتقدت تراس التي تقوم بزيارة تستغرق خمسة أيام لتايوان سوناك والحكومات الغربية لما اعتبرته تساهلًا مفرطًا حيال بكين.
وطالبت رئيسة الحكومة المحافظة التي بقيت في السلطة 50 يوماً العام الماضي وما زالت تشغل مقعدا في مجلس العموم، سوناك باحترام الوعد الذي قطعه خلال حملته الانتخابية باعتبار الصين “تهديداً” استراتيجياً للمملكة المتحدة.
ودعت تراس في خطاب في مركز “بروسبكت فاونديشن” في تايبيه، إلى الإغلاق “الفوري” لفروع معهد كونفوشيوس الذي تسيطر عليه الحكومة الصينية، في المملكة المتحدة وفتح مراكز ثقافية بدلا عنها، بإشراف شخصيات من هونغ كونغ وتايوان.
اتهمت تراس في كلمتها ريشي سوناك وحكومات غربية أخرى “بمحاولة التشبث بفكرة أنه يمكن التعاون مع الصين في أمور مثل تغير المناخ كما لو أن كل شيء على ما يرام” في الصين.
وأضافت “لكن بدون حرية وديموقراطية، لا يوجد شيء آخر. لا نعرف ما يحدث للبيئة أو للصحة في ظل الأنظمة الشمولية التي لا تقول الحقيقة. … لا يمكن تصديق أي كلمة مما يقولونه”.
وتابعت أن “بعضهم يؤكدون أنهم لا يريدون خوض حرب باردة أخرى … لكننا لسنا في وضع يسمح لنا بالاختيار”.
“دبلوماسية انستغرام”
خلال مؤتمر صحافي، قالت ليز تراس إن “من الواضح تماما” أن الرئيس الصيني شي جينبينغ “يطمح إلى السيطرة على تايوان”. وأضافت “لا نعرف تماما متى يمكن أن يحدث ذلك ولا كيف … وكل ما يمكننا فعله هو الحرص على توفير أكبر قدر من الحماية لتايوان”.
تعتبر بكين تايوان التي تضم 23 مليون نسمة جزءا لا يتجزأ من أراضيها لكنها لم تتمكن من توحيدها مع بقية الصين منذ انتهاء الحرب الأهلية الصينية في 1949. وهي تؤكد أنها تأمل في إعادة توحيد سلمية لكنها لا تستبعد استخدام القوة إذا احتاج الأمر.
ودانت بكين التي تعارض أي اتصال بين تايوان ودول أجنبية، بشدة زيارة تراس للجزيرة. وقالت سفارة الصين في لندن إنه “استعراض سياسي خطير لن يؤدي سوى إلى إلحاق الضرر بالمملكة المتحدة”.
وصرح متحدث باسم السفارة الصينية في بيان أن تراس “وأمثالها يتفقون مع القوى الانفصالية التي تسعى إلى ‘استقلال تايوان’ لافتعال مواجهة وتصعيد التوتر في مضيق تايوان”.
ومنذ رحيلها عن السلطة مع إجبارها على الاستقالة بعد أن أغرقت البلاد في حالة من عدم اليقين الاقتصادي والمالي، قامت ليز تراس بسلسلة من الرحلات إلى الخارج، إلى طوكيو وواشنطن وكوبنهاغن.
ووجهت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب أليسيا كيرنز في صحيفة “ذي غارديان” انتقادات حادة لزيارتها إلى تايوان، معتبرة أنها “أسوأ مثال للدبلوماسية على إنستغرام”. ورأت أن ذلك لن يؤدي سوى إلى تفاقم مشاكل تايوان.
ودافعت تراس عن نفسها الأربعاء قائلة إنها تلقت دعوة من تايبيه التي “تشكل أفضل مكان لفهم ما الذي سيساعد مسار تايوان”.
وأضافت “أعتقد أن هذه فكرة خطيرة جدا أن نسمح لنظام شمولي بأن يملي على من يريد إلى أين يمكنه أن يذهب في العالم”.
كثفت بكين في السنوات الأخيرة توغلاتها الجوية والبحرية حول تايوان التي ترفض رئيستها تساي إينغ وين قبول فكرة أن الجزيرة جزء من الصين.
وبعد زيارة قامت بها رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان أطلقت الصين مناورات عسكرية ضخمة في جميع أنحاء الجزيرة.
وأجرت بكين مزيدا من التدريبات هذا العام بعد اجتماع في الولايات المتحدة بين تساي وكيفن مكارثي الذي تولى رئاسة مجلس النواب خلفا لبيلوسي.