ثوران بركان جبل سيميرو في إندونيسيا ورفع حالة التأهب إلى أعلى مستوى
ثار بركان جبل سيميرو في إندونيسيا الأحد نافثا سحبا من الرماد الساخن نحو السماء وقاذفا سيولا من الحمم البركانية أسفله، ما دفع بالسلطات إلى رفع حالة التأهب إلى أعلى مستوى.
وأدى ثوران أعلى جبل في جزيرة جاوا الإندونيسية، على مسافة نحو 800 كيلومتر جنوب شرق العاصمة جاكرتا، إلى إجلاء سكان القرى المجاورة، بعد عام بالضبط من آخر ثوران كبير للبركان أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص.
وقال الناطق باسم مركز البراكين والتخفيف من حدّة الكوارث الجيولوجية هندرا غوناوان لقناة “كومباس تي في” التلفزيونية إن رفع مستوى التأهب “يعني أن الخطر يهدد الأماكن المأهولة ونشاط البركان تصاعد”.
من جهته، أشار الناطق باسم الوكالة الوطنية للتخفيف من حدّة الكوارث عبد المهاري في بيان إلى أن “انهيارات بركانية ساخنة” ناجمة عن أكوام من الحمم البركانية عند فوهة البركان البالغ ارتفاعه 3676 مترا، انزلقت بعد ثورانه.
ولم يبلغ عن وقوع وفيات أو إصابات على الفور، لكن غوناوان نصح الأشخاص الساكنين في جوار البركان بالبقاء بعيدين ثمانية كيلومترات على الأقل من فوهته بعد رفع مستوى التأهب من ثلاثة إلى أربعة.
وأفاد غوناوان أنه تم تجهيز ملاجئ للسكان الذين كانوا يخلون القرى المجاورة.
وأظهرت مشاهد بثّها تلفزيون محلي أشخاصا تم إجلاؤهم، معظمهم من النساء والأطفال، يحتمون في مدرسة.
كذلك، أظهرت مقاطع فيديو أرسلتها مجموعة “إيرانالا ريسكيو” المحلية للإنقاذ إلى وكالة فرانس برس، سحابة سوداء ضخمة تتصاعد من فوهة البركان وتحجب أشعة الشمس فوق القرى المجاورة.
وذكرت قناة “كومباس” التلفزيونية هطول الأمطار الموسمية على القرى في فترة ما بعد الظهر، ما أدى إلى اختلاط الأمطار بالرماد البركاني.
كما طُلب من السكان تجنب منطقة جنوبية شرقية تبعد 13 كيلومترا على امتداد نهر في الاتجاه الذي كان الرماد يسير فيه.
وقال باتريا دوي هاستيادي الناطق باسم وكالة التخفيف من حدّة الكوارث في لوماجانغ إن معظم سكان القريتين الأكثر عرضة للخطر غادروا من تلقاء أنفسهم.
من جانبها، ذكرت وكالة أنباء “كيودو” اليابانية أن هيئة الأرصاد الجوية اليابانية حذّرت في وقت سابق من احتمال حدوث موجات تسونامي في جزيرتَي مياكو ويايياما في جنوب محافظة أوكيناوا، لكن لم ترد حتى الآن تقارير عن وقوع أي أضرار.
عام بعد الثوران الأخير
وانقطعت الانترنت وشبكة الهواتف بعد ثوران البركان، كما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس.
ووزّعت وكالة الإنقاذ المحلية أقنعة واقية من الغاز على السكان القريبين من البركان بسبب خطر تلوث الهواء بالرماد.
وثار بركان جبل سيميرو آخر مرة قبل عام بالضبط، مسفرا عن مقتل 51 شخصا على الأقل وملحقا أضرارا بأكثر من خمسة آلاف منزل. كذلك، اجتاحت انهيارات وحل ورماد قرى واضطر حوالى 10 آلاف شخص للفرار من منازلهم. وبعد يومين، ثار البركان مجددا.
وتضرّر جسر في المنطقة أعيد بناؤه بعد ثوران العام الماضي، بشكل كبير مجددا الأحد وفقا لمسؤول إعلامي في مركز البراكين والتخفيف من حدّة الكوارث الجيولوجية.
وتقع إندونيسيا على “حزام النار” في المحيط الهادئ حيث تلتقي الصفائح التكتونية وتشهد جراء ذلك بانتظام زلازل أو ثوران براكين.
وتضمّ إندونيسيا الواقعة في جنوب شرق آسيا نحو 130 بركانا نشطا.
وثار بركان في المضيق بين جزيرتَي جاوا وسومطرة أواخر العام 2018 ما تسبب في انهيار أرضي تحت سطح البحر وتسونامي أسفر عن مقتل أكثر من 400 شخص.