الخلافات الزوجية وتأثيرها على الأبناء
لوحظ في الآونة الأخيرة كثرة النزاعات القضائية التي شهدتها أروقة المحاكم بين الزوجين والتي معظمها لا يرقى إلى الخلاف أصلاً فظاهر تلك النزاعات عدم تحمل أحد الطرفين الطرف الآخر حتى تسير عجلة الحياة فكثيراً ما وجدت خلاف زوجي على سبب أبسط من أن أقول عليه تافه على ضوئه يحتد الخلاف ويشتد دون أن يراعي الطرفين حجم الأضرار التي سيتعرض لها الأبناء بحال الوصول إلى المحكمة خاصة إذا ما تفاقمت تلك الخلافات واحتدت واشتدت بشكل أصبح التجريح بين الطرفين ظاهراً وهذا ما يؤثر سلبياً على الأبناء نفسياً واجتماعياً .
ولعل أهم ما يهدم ذلك ظاهرة الخلاف بين الزوجين الناتج عن خلافات زوجية بعضها لا يرقى إلى الخلاف أصلاً ويروح فريستها الأطفال ( فالنزاعات المستمرة بين الآباء والأمهات تحد من شعور الأطفال بالأمن والاستقرار الأسري لأنهم يتخوفون دائماً من إمكانية اختفاء أحد الوالدين بوقوع الطلاق كما أنهم يفتقدون الشعور بالحياة الطبيعية بسبب كثرة نشوب الخلافات بين والديهم في المنزل .)
وايمانا من المشرع فقد تدخل بإصدار العديد من القوانين المناط بها حماية الطفل من تلك الخلافات منها القانون رقم 21 لسنة 2015 في شأن حقوق الطفل وأورد فيه ما يضمن للطفل حياة كريمة خاصة بالوراد بعجز المادة 3 من القانون التي ورد بها حق الطفل في الحياة والبقاء والنمو في كنف أسرة متماسكة متضامنة وفي التمتع بمختلف التدابير الوقائية ، وحمايته من كافة أشكال العنف أو الضرر أو الإساءة البدنية أو المعنوية أو الجنسية أو الإهمال أو التقصير ، أو غير ذلك من أشكال إساءة المعاملة والاستغلال .
وإيماناً منا بدور الأسرة في تربية ونشأة الأطفال الذين هم نواة كل حضارة والتي بهم تتقدم الدول نوصي الأزواج وقبل اتخاذ قرار الانفصال أن يقوموا ببيان الموقف وشرحه للأطفال القادرين على الاستيعاب وإفهامهم بأن ذلك القرار ينصب في صالحهم طالما كانت الحياة لا تستقيم بين الطرفين وأن قرار الانفصال يساعدهم على المعيشة بشكل أكثر هدوء واستقرار، كما يجب على متخذي القرار تهيئة الأبناء قبل اللجوء إلى الطلاق والتأكيد لهم على أن الاحترام المتبادل بين الأب والأم سيظل موجود وصولاً بالأبناء إلى بر الأمان .