الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.. مسيرة حافلة بالإنجازات والمبادرات
مع مبايعة دولة الامارات العربية المتحدة أمس الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيسا لها تكون تلك الدولة الشقيقة قد خطت خطوة جديدة في مسيرة البناء والتمكين التي بدأها والده الشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه وأكملها أخوه الشيخ خليفة بن زايد الذي انتقل الى رحمة الله تعالى في 13 مايو الجاري.
وجاءت تلك المبايعة الشيخ محمد بن زايد رئيسا للبلاد وقائدا جديدا لمسيرتها وفقا لأحكام الدستور الإماراتي وتتويجا لمسيرته الحافلة بالإنجازات ولتاريخ مجيد من العطاءات ومحطات متميزة من المواقف الوطنية.
وطوال المدة التي تسلم فيها الشيخ خليفة بن زايد مقاليد الحكم ما بين عامي 2004 و2022 كان الشيخ محمد بن زايد من خلال منصبه وليا لعهد إمارة أبوظبي ناصحا معينا وعضدا أمينا وينوب عنه في الأوقات التي تستدعي ذلك لاسيما في السنوات الثماني الماضية ويحمل إلى جانبه أعباء تلك المسؤولية العظيمة والأمانة الجسيمة.
والشيخ محمد بن زايد الذي ولد في 11 مارس عام 1961 في مدينة العين التابعة لإمارة أبو ظبي هو الابن الثالث للشيخ زايد بن سلطان وترعرع في كنف والده المؤسس ونهل من مدرسته الرائدة وتمرس منذ حداثة سنه على شؤون الحكم وأساليب القيادة ليتابع نهج والده في قيادة البلاد إلى شاطئ الأمان وتحقيق الرخاء والرفاهية لشعبها.
وعند بلوغه الثامنة عشرة من عمره كان الشيخ محمد قد اتم سنواته الدراسية بين مدينتي العين وأبوظبي حيث تدرج في المراحل الدراسية بمدارس الدولة والمملكة المتحدة.
وتخرج عام 1979 من أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في المملكة المتحدة حيث تلقى تدريبه على سلاح المدرعات والطيران العمودي والطيران التكتيكي والقوات المظلية ثم انضم إلى دورة الضباط التدريبية في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وشغل مناصب عدة في القوات المسلحة الإماراتية منها ضابط في الحرس الأميري وطيار في القوات الجوية وتدرج إلى عدة مناصب عليا حتى وصل إلى منصبه الحالي نائبا للقائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية.
وشغل الشيخ محمد بن زايد عددا من المناصب في الدولة حيث تولى ولاية عهد إمارة أبوظبي في نوفمبر عام 2004 ورئاسة المجلس التنفيذي في ديسمبر عام 2004 وأصبح نائبا للقائد الأعلى للقوات المسلحة في يناير عام 2005 إضافة الى ترؤسه عددا من المؤسسات منها مجلس أبوظبي للتعليم في سبتمبر عام 2005 ومكتب برنامج التوازن الاقتصادي (الأوفست) لدولة الإمارات عام 1992.
وعرف عنه منذ فترة طويلة من تعيينه وليا للعهد على أنه القوة الموجهة وراء المبادرات العديدة التي ساهمت في تدعيم وتعزيز أمن إمارة أبوظبي وتحفيز نمو وتنويع النشاط الاقتصادي فيها وإرساء نهضتها التعليمية والثقافية والسياحية والعمرانية.
وعلى المستوى الاتحادي ساهمت الرؤية الثاقبة للشيخ محمد بن زايد في نهضة البلاد وترسيخ مكانتها كوجهة عالمية مثالية في مختلف الأصعدة في حين تعد مظلة الأمن والاستقرار والازدهار والتنمية المستدامة والرفاهية الاجتماعي التي رسخها من أهم وأبرز إنجازاته التي تخدم الوطن والمواطنين.
ويركز الشيخ محمد بن زايد على الاستثمار في تعليم أبناء بلاده وعلى الحفاظ على البيئة وصون مواردها ومنها مبادرته التي أعلنها في يناير 2008 والمتمثلة في منح حكومة أبوظبي 15 مليار دولار لمصلحة مبادرة مدينة (مصدر) الرائدة عالميا في مجال الطاقة البديلة والمتجددة إضافة الى اهتمامه بالثقافة بمفهومها الشامل.
كما يسعى الى إحياء قيم الدين الإنسانية النبيلة ونشر ثقافة التسامح وتفعيل الحوار حول التعايش والتآخي بين البشر مرسخا ذلك من خلال مبادرات عدة منها توجيهه بتشييد (بيت العائلة الإبراهيمية) في أبوظبي وإطلاق (صندوق زايد العالمي للتعايش) فضلا عن جهوده الإنسانية في خدمة البشرية وتقديم العون للدول الشقيقة والصديقة.
وتحفل مسيرته بالمواقف التاريخية التي صبت في مصلحة تعزيز التعاون والتضامن مع الدول العربية الشقيقة ودعم الاستقرار الإقليمي والعالمي بحثا عن السلام العالمي وسعيا لحقن الدماء وحفظا للانسان وصونا لكرامته.
ومنحت دولة الكويت الشيخ محمد بن زايد وسامين مرموقين هما وسام الكويت ذو الوشاح من الدرجة الممتازة الذي منحه له سمو أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح في يونيو 1995 ووسام تحرير دولة الكويت من الدرجة الممتازة تقديرا لجهوده في حرب تحرير الكويت في سبتمبر 1994 إضافة الى حصوله على وسام الاستحقاق الذي منحه له قائد القوات الأمريكية وقوات التحالف الجنرال نورمان شوارزكوف في أبريل 1991 تقديرا لدوره في حرب تحرير الكويت.