مقترح حظر النفط الروسي يثير خلافات بين أعضاء الاتحاد الأوروبي
فور إعلان رئيسة المفوضية الاوروبية اورسولا فون دير لاين مقترح الحزمة السادسة من عقوبات الاتحاد الاوروبي على روسيا والتي تتضمن حظرا كاملا على استيراد النفط الخام الروسي ومنتجاته ظهرت خلافات بين بعض اعضاء الاتحاد اعتراضا على عدم قدرتهم على التخلي عن استيراد النفط الروسي.
ففي الرابع من مايو الجاري قالت فون دير لاين في خطاب للبرلمان الاوروبي ان الاتحاد سوف ينسق من اجل التخلي المنظم عن استيراد النفط الروسي ومنتجاته في غضون ستة اشهر وعلى نحو يتيح له وللشركاء ضمان مصادر امداد بديلة والحد من تداعيات الحظر على الاسواق العالمية مشددت على ان “مستقبل الاتحاد الاوروبي يكتب ايضا في اوكرانيا”.
وتبلغ نسبة واردات الاتحاد الاوروبي من النفط الخام الروسي 26 في المئة و17 في المئة من منتجاته.
وأعربت هنغاريا عن اعتراضها الشديد على مقترح حظر استيراد النفط الروسي ومنتجاته فيما طالبت كل من سلوفاكيا وبلغاريا والتشيك باستثنائها من تطبيق الحظر.
وقال رئيس وزراء هنغاريا فيكتور اوربان في تصريح صحفي يوم الجمعة الماضي ان “مقترح الاتحاد الاوروبي بحظر النفط الروسي يعد خطا احمر لبلاده”.
ووصف اوربان المقترح ب “قنبلة ذرية اقتصادية” ورأى ان ايجاد امدادات بديلة للنفط الروسي ومنتجاته سوف يستغرق بين اربعة وخمسة اعوام.
وهدد باستخدام حق النقض (فيتو) ضد الحزمة السادسة من العقوبات الاوروبية ضد روسيا في حال لم تقبل مطالب هنغاريا في هذا الشأن.
وقدرت سلوفاكيا انها لن تستطيع تطبيق حظر الواردات النفطية الروسية قبل نهاية عام 2025.
وذكرت تقارير اعلامية ان هنغاريا وسلوفاكيا سوف تمنحان وقتا اطول للتهيؤ لتطبيق الحظر حتى نهاية العام المقبل 2023.
ومن المقرر ان يعقد قادة الاتحاد الاوروبي قمة خاصة في بروكسل في 30 مايو الجاري والتي يفترض ان تتم خلالها المصادقة الرسمية على الحزمة السادسة من العقوبات الاوروبية على روسيا.
وكتبت صحيفة (لا ستامبا) الايطالية اليومية ان “مصالح دول الاتحاد الاوروبي الفردية سوف تضعف اثر اجراءات” الحظر.
وأشارت الى ان الاتحاد الاوروبي منح هنغاريا مدة عام واحد فقط لاستبدال مواردها النفطية فيما اعتبرت المدة غير كافية تليها سلوفاكيا التي طالبت بمدة لا تقل عن ثلاثة اعوام مضيفة ان بلغاريا والتشيك اشتكتا من “المعاملة غير المتساوية” وطالبتا بعدم التقيد بالحظر.
ولفتت الصحيفة الى ان اليونان وقبرص ومالطا تعترض على الحظر الذي يفترض ان يطبق بعد شهر واحد من الان.
ونقلت شبكة (يوروكتيف) الاعلامية الاوروبية ومقرها بروكسل عن تجار النفط قولهم ان “الوقود يمكن ان يتم تحميله على الشحنات وإعادة تصديره الى مناطق ودول اخرى ويمكن ان يصل عبر البارجات الى محطات اخرى في نفس الميناء او يمكن ان يتجه جنوب نهري (الراين) الى سويسرا وفرنسا وألمانيا وبهذه الطرق يمكن ان يخفى اصل مصدر الوقود”.
من جهتها رأت صحيفة الاعمال الالمانية اليومية (هاندلسبلات) ان “الرئيس الروسي فلاديمير بوتن يمكن ان يستفيد من حظر النفط على المدى البعيد”.
وعللت ذلك بارتفاع اسعار النفط التي تنجم عن الحظر وبإمكانية زيادة دخل روسيا من المبيعات النفطية في حال وجدت مشترين آخرين على وجه السرعة.
ورأت الصحيفة انه “من السذاجة” ان يتخلى مستهلكو النفط عن شراء النفط الروسي بأسعار منخفضة “ولذلك فإن مقترح حظر النفط الروسي ومنتجاته سوف يكون تجربة بمخرجات غير مؤكدة”.