محليات

محمد عادل: الصراعات السياسية أثرت على وضع خارطة الإنقاذ المناخي في ليبيا

الصراعات السياسية

محمد عادل عضو مؤسس بالحزب العمالي الليبي يعمل مهندسا بوزارة الإسكان الليبية ومدير المشروعات بالمجلس الإفريقي العربي للاستثمار والتنمية، يرى أن مبادرة التغيير لصالح المناخ والبيئة يجب أن تأتي من البلدان النامية، لأنها هي المتضررة من تهافت الشركات الكبرى في البلدان العظمى التي تعاند برفض تقليص مساهماتها في الانبعاثات الغازية المحدثة للاحتباس الحراري، ويعتبر أن التحالفات الشبابية بين بلدان الجوار تشكل قاعدة أساسية للعمل.
وننقل هنا نص المقابلة التي اجرتها معه جريدة الاتحاد المغربية:

ما هو دور التحالف الشبابي في الدفاع عن قضية المناخ؟

n طبعا للتحالف الشبابي بصفة عامة أثر إيجابي في كل الظروف، في الحالة المناخية أو السياسية أو في أية تحولات مستقبلية وأي برنامج يمكن طرحه. والشباب قادر في حال تحالف الأفكار أو تقاربها على إنجاح أي مشروع من المشروعات المناخية بوضع نظام يوفر قاعدة يمكن الانطلاق منها في أفق زمني محدد. ويمكن أن نسوق مثالا بدول المغرب العربي، ففي حال توافق شباب هذه الدول ستكون هناك مشاريع ناجحة لحماية الأمن الإقليمي الاستراتيجي لكل دولة حتى يمكنها مواجهة أي أزمة مستقبلية مثلما يحدث الآن. فأغلب البلدان المغاربية لها انتماءات خارجية تتضرر بتضررها، وهذه معاناة للبلدان النامية المعتمدة على الاقتصاد الريعي مثل ليبيا والجزائر وبعض بلدان الخليج. وهذه الأزمات تؤثر على كل المستويات المناخية والاقتصادية والسياسية.

p لنأخذ الوضع الليبي كيف يمكن أن نحدد المشكل المناخي في ظل الأزمة السياسية التي تعرفها البلاد منذ انهيار نظام معمر القدافي؟

n أولا لفهم هذه الوضعية يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن ليبيا بلد يعتمد على الطبقة القبلية ، وهي تنقسم إلى ثلاثة أقاليم هي برقة وطرابلس وفزان، ولكل إقليم عاداته وتقاليده في بعض الظروف. مثلا إقليم برقة يعتمد على الطابع القبلي تحت الشرقي، والإقليم الطرابلسي يعتمد النظام المدني، أما الفزاني فهو نظام صحراوي بدوي له انتماءات وإيديولوجيات أخرى. بالنسبة للمناخ، مع الأسف تأثر السكان كثيرا بتغيراته. حيث ان الصراعات التي حدثت بين بعض القبائل وكذا الصراعات السياسية أثرت كلها على وضع خارطة الإنقاذ للمناخ بليبيا، هناك مثلا مشكل امتداد التصحر إلى جبال الخضراء في مدينة البيضة ودرنة وبنغازي، ثم هناك الآبار السوداء التي دخلت على مياه الشرب، حيث أننا نعتمد على مياه النهر الصناعي الذي يأتي بالماء من الجنوب ويمد المنطقة الساحلية، هذه المياه أصبحت في معظمها معرضة لتسربات المياه السوداء، ومع الوقت هذا الوضع سيؤثر في المياه الجوفية وخصوبة الأرض وجودتها الذي سيؤثر بدوره على النسيج الأخضر. بمعنى أنه سنخسر هذه الثروة الاستراتيجية التي يتعايش بها الإنسان في كل دول العالم.

p كواحد من مناضلي بلدان الجنوب المتوسطي هل تعتقد أن هناك تضامنا قويا من قبل شبيبات بلدان الشمال معكم فيما يخص قضايا المناخ بالدرجة الأولى؟

n بوادر هذا التعاون أصبحت تظهر مع الوقت، حيث أصبحنا أمام قوة تضع لها خارطة طريق مشتركة، لكنها تظل في حاجة لإرساء قواعد قوية حتى لا تؤثر عليها الظروف المستقبلية، فلكل مشروع نقط فشل، ولكل مشروع مكامن خلل، وإذا كانت هذه القوى تعتمد على بعضها البعض فإننا سننجح، وإن كانت لكل قوة مصالح فردية وليس مصالح ثنائية فسوف تفشل. لذلك نحتاج إلى أن نضمن خط دفاع قويا يتحول إلى نقطة هجوم. فالبلدان الممثلة في الملتقى الاشتراكي هي من الدول النامية (أمريكا اللاتينية وشمال إفريقيا و لشرق الأوسط) وتعتمد على الدول العظمى في جميع خططتها الاقتصادية والسياسية وحتى المعيشية، فالبنزين مثلا، نحن ننتجه لكن البنزين الذي نستعمله في حياتنا اليومية نستورده من الخارج. ويمكن أن أورد على سبيل المثال ليبيا والمغرب؛ فالظروف الجيدة والظروف السيئة موجودة في الدولتين. ليبيا مثلا تمتاز بالموارد النفطية، والمغرب بالبنى التحتية والنسيج الأخضر والثورة الاقتصادية، نحن عندنا ثورة ريعية. لو صار تبادل في هذه الأمور ألن يحدث تأمين قومي بين ليبيا والمغرب. ولو طبقنا ذلك على كل البلدان في الجوار فسنضع رابطا قويا وناجحا ولن يستطيع أن تؤثر فينا أي تغيرات تحدث في أوكرانيا وغيرها.

p تعني أن الاندماج المغاربي ضرورة لبلدان المنطقة للتغلب على هذه المشاكل ومن بينها التغيرات المناخية؟

n مشروع المغرب العربي هو الأهم، ويشكل قاعدة للعمل لتجاوز هذه المشاكل. فقد كان بإمكان هذه الدول أن تحمي نفسها من التغيرات السياسية والاقتصادية وأية تغيرات تطرأ بالخارج ، لو تحققت الوحدة المغاربية على غرار الاتحاد الأوروبي. وهذا الوضع ينبغي تغييره بالشباب الذي سيكون له دور في قيادة هذه الدول، ولابد أن يكون على وعي بما يحدث من مخاطر ومن صناعة الأزمات التي تأتي من الغرب.

pبالنسبة للمستقبل هل تعتقد أن هناك ما يدعو للتفاؤل فيما يخص قضية المناخ؟

n منذ التوقيع على اتفاق باريس حول المناخ في سنة 2016 إلى اليوم لم يحدث أي تغير رغم أن عدد الدول الموقعة ناهز 190 دولة منها دول عظمى. ولذلك فنحن الخط الثاني للدفاع عن حقوق الناس في بيئة سليمة والقضاء على التغيرات التي تحدث في المناخ، فهناك أزمات في المياه والجميع يعلم أن مستقبل العالم أضحى متعلقا بمشكل الماء، والصناعات التي تنتجها الدول العظمى والتي تعاند بأنها لن تخفض مساهمتها في الغازات المحدثة للاحتباس الحراري وترفض تغيير أنماط الاستغلال من أجل الربح، هي التي ستفشل هذا المشروع، ولذلك فالمبادرة ينبغي أن تأتي من الدول التي يقال عنها من العالم الثالث. ونحن نرى أن من أفضل الأداءات الاقتصادية في العالم هي تلك التي لا تعتمد على النفط وتستعمل بدائل ناجعة كسنغافورة وكماليزيا التي لم تتأثر بأزمة 2007. ولذلك أعتقد أنه لابد أن نبدأ من أنفسنا في شمال إفريقيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط بأن نغير المنهج المناخي. وهذا ما يجعلني جد متفائل بخصوص مشروع مينا لاتينا بقوته الشابة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى