مطيريد: الخطة العشرية للحالة الليبية وصاية أمريكية
في قراءة حول ما يدور عن الخطة العشرية التي اعلنتها أمريكا حلل الاعلامي محمد عادل مطيريد تلك الوصاية بنقاط مهمة.
وقال مطيريد لـ “اعتماد نيوز” ان وزير الخارجية الامريكية اعلن عن خطوة جديدة اسماها ( بالخطة العشرية ) .. والتي لم تستثن منها سياستها تجاه ليبيا ..
وفي قراءة اولية يمكن استخلاص ما يلي:
1 ⁃ ان توقيت الاعلان عنها يتزامن مع الحرب في اوكرانيا التي قسمت العالم ورفعت من منسوب الصراع بين واشنطن وموسكو الى مستويات غير مسبوقة من العداء .. ولن تكون ليبيا بمنأى عن ارتداداته على كافة الصعد السياسية والامنية والاقتصادية وعلى مؤسساتها المالية ومداخيلها من النفط والغاز.
2 ⁃ الاعلان الامريكي في هذا التوقيت هو خطوة استباقية ترسل من خلالها واشنطن رسالة للعالم بان ليبيا مشمولة بالرعاية الامريكية وانها وحدها من يقرر مستقبل البلاد من خلال حزمة من التدابير التي ستقوم بفرضها على الشعب الليبي.
3 ⁃ الاعلان الامريكي يوجه كذلك رسالة للاطراف الليبية المتصارعة بان واشنطن انتقلت الى مرحلة التنفيد المباشر للمرحلة الثانية من مراحل احتلال ليبيا وتحويلها الى دويلة تابعة لها ..وانها ستتسلم نهائياً الملف الليبي من ايدي الوكلاء الدوليين والاقليميين وقد تطال عملية التصفية الدور الموكل للامم المتحدة وما يعرف بالمبعوثين الاميين الى ليبيا.
4 ⁃ الاعلان الامريكي تزامن مع تدابير عملية قام بها السفير الامريكي من خلال اجتماعاته العلنية مع الصديق الكبير وصنع الله التي اكدت الوصاية الامريكية المباشرة على البنك المركزي الليبي والمؤسسة الوطنية للنفط بما يؤكد عزم امريكا على تولي ادارة الموارد الليبية حسب الاولويات الامريكية ..
5 ⁃ الاعلان الامريكي يؤشر الى مرحلة جديدة ستشهد تنامي الصراع الامريكي الروسي على النفود في ليبيا .. وتأسيساً على حالة الانقسام الراهنة فلا يستبعد حدوث تطورات متسارعة سياسية وامنية لتعزيز مناطق نفود الدولتين مع ملاحظة الافضلية النسبية للموقف الامريكي نتيجة لانشغال موسكو في حروبها العسكرية والاقتصادية ..
تأسيساً على ما تقدم ..
1 ⁃ المرجح ان تدخل ليبيا في مرحلة مختلفة الى حد كبير عن ما شهدته خلال العشرية الماضية وان الصراع الدولي على ليبيا قد يؤدي الى تقسيمها نهائياً ما لم يحسم الصراع في مصلحة طرف بعينه ..
2 ⁃ الاطراف المحلية المتصارعة ستجد نفسها مجبرة على التماهي مع طرفي هذا الصراع بما سيؤدي بها الى مزيد من الاحتراب والعداء والانقسام الامر الذي يهدد ما تبقى لليبيين من وحدة وطنية ومن فرص للحوار والاتفاق ..
3 ⁃ من المرجح ان يصار الى مزيد من التأجيل للاستحقاقات السياسية والدستورية المفترض انجازها في المرحلة القادمة وقد لا تتاح الفرصة قريباً لتنظيم الانتخابات النيابية او الرئاسية ..
4 ⁃ ستتعاظم المخاوف من تفاقم الصعوبات المعيشية والخدمية للمواطنين نتيجة للخطط الامريكية لمصادرة دخل البلاد من النفط ..بما سيؤدي الى مخاطر اجتماعية وامنية لا قبل لليبيين بها ..
ان نخبنا الوطنية مطالبة بالوعي المتزايد وبامتلاك القدرة على فهم وتقييم الاحداث المتسارعة التي يعيشها العالم اليوم وانعكاساتها على بلادنا ..من اجل التبصير والتدبير لمخاطر ما يجري من سياسات اجنبية لا سبيل للتصدي لها دون الوعي باخطارها ومجابهتها بمختلف الوسائل المتاحة ..
هذه القراءة الاولية ارجو ان تساهم في انتباه النخب الليبية حول هذا التطور النوعي في السياسة الامريكية تجاه المنطقة وتجاه بلادنا.