ضربة ريال مدريد القاضية في لندن
قدم ريال مدريد أفضل مباراة له في الموسم على ملعب ستامفورد بريدج بانتصار ساحق 3-1على تشيلسي في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، افضل حتى من “الريمونتادا” التي حققها أمام باريس سان جيرمان المدجج بالنجوم في دور الستة عشر.
وجاء الانتصار الكبير بعد الشكوك التي غطت الفريق “الملكي” بعد الخسارة برباعية نظيفة في “الكلاسيكو” الفوز المثير للجدل أمام سيلتا فيغو بالليغا، وكذلك وسط حالة من عدم الاستقرار مع غياب المدير الفني كارلو أنشيلوتي عن آخر مباراة بالليغا بسبب إصابته بكوفيد-19، ولحاقه بالبعثة في لندن في الساعات الأخيرة قبل المباراة.
ورغم كل تلك الصعوبات، إلا أن الريال واجه بشراسة حامل اللقب في معقله ونجح في توجيه ضربة قاضية له وسط جماهيره قبل موقعة الإياب في مدريد، لينتقم من السقوط أمامه في نصف نهائي النسخة الماضية.
نجح المدرب الإيطالي في التفوق خططياً على منافسه الألماني توماس توخل على أرض الملعب، وذلك بفضل الدفع بالأوروغواياني فيدي فالفيردي في أرض الملعب ناحية الطرف الأيمن إلى جانب ثلاثي خط الوسط المكون من كاسيميرو ومودريتش وكروس، ليقدم فالفيردي، الذي أصبح لقبه الآن “الصقر” وليس “الطائر الصغير” كما كان سابقاً، أداءً مبهراً ومتوهجاً سواء في تأدية الجانب الدفاعي أو الهجومي، معززاً من سيطرة الضيوف على خط الوسط، في خطة لم ينجح توخل في التصدي لها.
ولم تنجح حتى التغييرات التي أجراها مدرب “البلوز” في إحداث الفارق، حيث دفع بالبلجيكي روميلو لوكاكو في الملعب، بينما كانت النتيجة 1-3، حيث غير “كارليتو” خطته باللعب بمهاجم صريح ثابت.
وكانت فرصة تسجيل الهدف الثاني لأصحاب الضيافة سانحة أمام البديل البلجيكي من رأسية دون مقاومة من الدفاع، لكن كرته لم تكن دقيقة أمام المرمى المدريدي، ليرد أنشيلوتي على الفور ويوجه بتراجع كاسيميرو ليلعب كقلب دفاع ثالث، وبعدها توقف لوكاكو عن تشكيل أي خطورة كبيرة على مرمى مواطنه تيبو كورتوا.
تكررت قصة فالفيردي مرة أخرى خلال المواسم الأخيرة، حيث يظهر كرابع لاعب خط وسط للفريق، ويشارك في المباريات حال حدوث أي إصابة للاعبين الأساسيين الثلاثة (كروس ومودريتش وكاسيميرو)، ليظهر أحقيته للمشاركة كلاعب أساسي بلا منازع، وبعدها يعود ليبتعد عن الفريق في نفس الوقت الذي يبدو فيه وجوده في الميدان ضروريا لصالح الفريق.
وقد صرح اللاعب الأوروغواياني مازحاً في مقابلة أجراها مؤخراً أنه ينتظر اعتزال مودريتش، ليتمكن من خوض مزيد من المباريات، وأن ثلاثي خط الوسط الذي أمامه صنعوا “تاريخاً” لريال مدريد.
ورغم ذلك فقد اظهر فالفيردي أمام تشيلسي أنه يمكن أن يكون عنصراً مكملاً لخط الوسط، وأحياناً قد يجعلهم يظهرون بشكل أفضل. فمن الناحية البدنية يعد فالفيردي هو أفضل سلاح للريال.
فقد ساعد داني كارباخال في لندن وكان أحد اللاعبين المساهمين بشكل كبير في الضغط لاستعادة الكرة وكذلك في صناعة أكثر من فرصة خطيرة، بداية من الكرة التي كاد أن يسجل منها فينيسيوس هدف التقدم في الدقيقة 9.
فكارباخال وكاسيميرو، بدعم من فالفيردي، قدما أفضل مباراة لهما هذا الموسم، وحرر كروس نفسه ليأخذ إيقاع المباراة للجانب الذي اراده ريال مدريد.
وكان فالفيردي قد صرح السبت الماضي “لقد نشأ الطائر الصغير ولكنه أصبح صقرا” وقد أثبت ذلك بالأمس أمام تشيلسي.
رغم أن الأضواء تسلطت على كريم بنزيما بعد تسجيله لثاني هاتريك له في النسخة الحالية من دوري الأبطال، لكن كان هناك عملاً شاقاً من لاعب آخر وهو كاسيميرو، عاش “ليلة ساحرة” في ستامفورد بريدج، كما وصفها النجم الفرنسي عقب اللقاء.
كاسيميرو كان يمر بموسع صعب، وجهت له فيه الانتقادات في أكثر من مباراة لعدم تقديمه للمستوى الذي عود عليه الجماهير، لكنه استعاد تألقه في ستامفورد بريدج بتدخلات رائعة في الوقت المناسب، أيضا بفضل تألق فالفيردي الذي كان بمثابة تحرير له، ليحتفل بصرخة عالية بالفوز في نهاية المباراة، معبراً عن شعوره بالمستوى الرائع الذي ظهر به بعد تراجع واضح في المستوى.