المرأة الكويتية تحفر اسمها في «رياضة الملوك».. وسط تطلعات لتشكيل فريق نسائي متخصص
لطالما شكلت الرياضة ميدانا لريادة المرأة الكويتية وأعطى اعتلاؤها منصات التتويج مؤشرا واضحا على مدى النجاحات التي حققتها والدعم الذي تحظى به في المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والرياضية ومنها لعبة الملاكمة (رياضة الملوك) التي كانت حكرا على الرجال.
وبعزيمة وإصرار لا يلين حفرت المرأة الكويتية اسمها في سجلات هذه اللعبة المعروفة أيضا ب(الفن النبيل) أسوة بتفوقها في عدد من الميادين بفضل الجهود الرسمية الرامية إلى تمكينها في المجالات كافة ومنحها الدور الذي تستحق حتى أصبحت مثالا يحتذى لدى نساء المنطقة.
وكغيرها من الرياضات التي شهدت تفوقا نسائيا كويتيا إقليميا ودوليا تمكنت الملاكمة الكويتية ولاعبة المنتخب الوطني نورة المطيري من تمثيل بلدها بصورة مشرفة وحققت نتائج متميزة في عدد من المسابقات رغم أنها “المرأة الوحيدة التي تمثل دولة الكويت في هذه الرياضة”.
وانطلاقا من شغفها الذي راودها منذ الصغر وجذبها لعالم الرياضة وخصوصا الألعاب القتالية استطاعت الملاكمة نورة المطيري من انتزاع (ذهبية بطولة الملاكمة النسائية في الرياض عام 2021) و(برونزية البطولة الآسيوية عام 2021) فضلا عن مشاركتها في بطولتين بالعاصمة الفرنسية باريس عام 2020.
وقالت المطيري لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الاثنين إن انطلاقتها في عالم الرياضة بدأت عام 2016 بممارسة رياضة الدفاع عن النفس (كاجوكانبو) وهي مزيج من الفنون القتالية لمدة عامين حازت خلالهما الحزام الأزرق وبعدها انخرطت في الألعاب القتالية (إم.إم.أيه) لمدة عام ونصف تبعتها بممارسة ال(كيك بوكسينغ) وال(موتاي) وصولا إلى حلبات (الملاكمة).
وأوضحت أنها “شاركت في عدد من البطولات وحصدت مراكز مشرفة بدعم من الاتحاد الكويتي الذي يهتم بتطوير قدراتي من أجل رفع اسم الكويت عاليا”.
ورغم تطلعها وسعيها الدائمين إلى “تشكيل فريق نسائي متكامل يشاركها البطولات المحلية والدولية” لم يكن الطريق إلى احتراف هذه الرياضة العنيفة سهلا أمام المطيري نظرا إلى “عدم تقبل المجتمع فكرة وجود لاعبة ملاكمة أو القناعة بأهمية تعلم المرأة سبل الدفاع عن النفس إن تطلب الأمر ذلك”.
وانطلاقا من دورها كرئيس للجنة النسائية في الاتحاد الكويتي للعبة تسعى المطيري إلى “رفع نسبة اللاعبات في الاتحاد وتجهيزهن وتدريبهن على يد مدربين أكفاء وصولا إلى تحقيقهن نتائج مشرفة في المحافل الدولية”.
من جانبه أعرب أمين السر المساعد في الاتحاد الكويتي للملاكمة هزاع المطيري في تصريح مماثل ل(كونا) عن الشعور بالفخر للنتائج التي حققتها الملاكمة نورة المطيري مشيدا بجهودها والتزامها بالتدريب وبدعم وتشجيع الهيئة العامة للرياضة ونادي الملاكمة.
وأعرب المطيري عن الأسف ل”عدم وجود فريق نسائي متكامل لرياضة الملاكمة” مبينا أن “الاتحاد يسعى لاستقطاب العدد الكافي لتمثيله في البطولات المحلية والخارجية”.
بدوره قال المدير الفني للعبة في نادي الفحيحيل الرياضي حامد العنزي في تصريح ل(كونا) إن تاريخ الملاكمة النسائية يعود إلى بدايات القرن ال18 مبينا أن ممارسة النساء لتدريباتهن لها انعكاسات صحية ونفسية جمة منها الإسهام في خسارة الوزن ونحت الجسم وزيادة كثافة العظام وتعزيز جهاز المناعة والقدرة على الدفاع عن النفس.
وأوضح العنزي أن التدريبات النسائية التي تتم بإشراف مدربين أكفاء على مستوى عالمي تختلف عن التدريبات الرجالية في مختلف المراحل العمرية لجهة طبيعة اللعبة وتباين قواعد الممارسة وأسسها والمتغيرات الفسيولوجية والمهارية والبدنية.