لبنان يدعو الأمم المتحدة للمساهمة في الربط بين حاجات بلاده التنموية ومصادر التمويل الدولية
دعا رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي اليوم الاثنين الأمم المتحدة ووكالاتها إلى المساهمة في تسهيل الربط بين حاجات لبنان التنموية ومصادر التمويل الدولية لوقف الانهيار الاقتصادي في بلاده. واوضح ميقاتي في كلمة القاها أثناء الاجتماع الموسع الذي عقده مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ان وقف الانهيار الاقتصادي يكون عبر تعزيز التعاون مع الدول المانحة والمؤسسات المالية الدولية وفي طليعتها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
واضاف ميقاتي ان زيارة غوتيرس تحمل الكثير من الرسائل ابرزها تأكيد وقوف الامم المتحدة الدائم الى جانب لبنان ودعمه بكل الامكانات والوسائل.
وحول القوات الدولية في جنوب لبنان (يونيفيل) اشاد مقاتي بدورها الى جانب الجيش اللبناني في حفظ الامن والاستقرار مجددا تمسك لبنان والتزامه بالقرار الدولي رقم (1701) والقرارات الدولية الأخرى.
ودعا الامم المتحدة الى الزام اسرائيل بتطبيق هذا القرار ووقف اعتداءاتها المتكررة على بلاده مجددا التزام لبنان بالمضي في المفاوضات الجارية برعاية الأمم المتحدة ووساطة الولايات المتحدة الامريكية لترسيم الحدود البحرية اللبنانية بشكل واضح يحفظ حقوق لبنان كاملة.
كما اكد التزام لبنان بسياسة النأي بالنفس عن اي خلاف بين الدول العربية وان “لبنان لن يكون في مطلق الاحوال الا عامل توحيد بين الاخوة العرب وحريصا على افضل العلاقات مع كل أصدقائه في العالم”.
وقال ميقاتي “يتعرض لبنان لأسوأ أزمة اقتصادية ومالية واجتماعية منذ تأسيسه أسهمت في خلط الأولويات التنموية للبنان بحيث أصبح تأمين الأمن الغذائي ومكافحة الفقر ودعم الفئات الضعيفة وتوفير الطبابة والطاقة والمياه والتعليم والنقل وتحقيق الاستقرار النقدي في أعلى سلم الأولويات التنموية” لافتا الى حاجة لبنان الى مساعدات عاجلة في المجالات المذكورة.
وأشار الى الضغط على الاقتصاد الذي نجم عن تدفق أعداد هائلة من اللاجئين السوريين الى لبنان داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته في تسهيل عودتهم الى بلادهم ولا سيما ان معظم المناطق السورية اصبحت امنة.
واكد التزام الحكومة باجراء الانتخابات النيابية العام المقبل في موعدها من دون تأخير.
من جهته قال الأمين العام للأمم المتحدة إن “الوقت حان كي يبذل المسؤولون جهدا لايجاد الحلول وهذه هي اللحظة المناسبة التي يستحق فيها لبنان التضامن بين القوى كافة”.
ولفت الى انه ومن خلال لقائه كبار المسؤولين اللبنانيين حصل على ضمانات بأن الانتخابات النيابية ستحصل وفق الأحكام الدستورية وفي موعدها.
وقال غوتيريش “شجعني ما سمعته عن التزام الحكومة بإجراء المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والعزم على اجراء الاصلاحات الادارية والمالية اللازمة لكي يتمكن لبنان من الاستفادة من الامكانات المتاحة في ظل الدعم الدولي المتاح اليوم مما يضمن البدء بتحقيق نوع من التعافي في أقرب وقت”.
وشدد على أهمية تعزيز التعاون بين اليونيفيل والجيش اللبناني لاعتبار ذلك عاملا أساسيا لتحقيق الاستقرار والامن في جنوب لبنان وضرورة تفادي أي شكل من اشكال النزاع التي شهدها لبنان في السابق وتطبيق جميع قرارات الأمم المتحدة.
ورأى غوتيريش ان “الأزمة القائمة قيدت جهود لبنان في تحقيق التنمية المستدامة” مؤكدا “ان مهمتنا هي أساسا قائمة على التضامن ويمكن التأكيد على أن لبنان في محور سياستنا إن كان على مستوى الأمم المتحدة أو على صعيد الوكالات الدولية كافة”.
بدورها قالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا التي شاركت في الاجتماع إن اسرة الأمم المتحدة تركز اليوم على كيفية تقديم الدعم الأفضل للبنان لمواجهة التحديات القائمة وذلك من خلال تعزيز التنسيق بين هيئات ووكالات الأمم المتحدة العاملة لتنفذ المشاريع الموحدة ودعم الخطة الإصلاحية للحكومة بالإضافة الى دعم مختلف شرائح المجتمع.