فنون

ثورة درامية

اعتماد نيوز- صحيفة إلكترونية كويتية شاملة

الروائي ناصر البراعصي

يقال: “قلل ناسك.. يرتاح راسك” وهي مقولة عامة تنطبق على جوانب عديدة من الحياة وليس حصرًا على تكوين العلاقات الإنسانية، أستطيع القول: “قلل أكلك.. يخف وزنك” وهو أمر بديهي. وهنا يمكن أن أسقط مفهوم “التقليل” على الدراما الخليجية والعربية.

بعد عرض مسلسل “رشاش” على منصة شاهد والذي أحدث ضجة كبيرة ومتابعة جيدة على الشاشات المحلية، اتجهت العديد من المنصات والقنوات العربية إلى إنتاج مسلسلات قصيرة لا تتجاوز العشر حلقات. وهذه نقلة نوعية قادها فريق عمل مسلسل رشاش.
نجح المسلسل لعدة أسباب: وجوه جديدة على الشاشة، قصة مبتكرة وإن كانت حقيقية، صورة بصرية مغايرة التقطها مخرج أجنبي، ونص مستحدث أعطى الحكاية بعدها ومساحتها المستحقة. والسبب الأخير هو السبب الأهم بالنسبة لي على الأقل. لنتخيل لو أنه تم عرض رشاش بثلاثين حلقة مكتملة بدلًا من ٨ حلقات، هل سيُحدث ذات الضجة؟

في عصرنا الحالي السريع واللحظي والآني.. والذي يقودنا نحو قتل قدرتنا على الصبر، صعب جدًا أن تجذب المُشاهد خلف قصة مدتها ثلاثون ساعة حتى يصل إلى النهاية. إن لم يشعر بالملل في الساعات الأولى، سيشعر بالضجر في الساعات الأخيرة.. ومنطقيًا سيفقد قدرته على الربط والتحليل.

لذا هذا التوجه في تقليل الحلقات المتصلة للعمل الدرامي الواحد هو توجه صحّي، تمامًا مثل تخفيف الوزن، سيخلق لنا قصصًا جديدة وحركة منتعشة للمتابعة وثورة حقيقية على الأعمال التقليدية التي سئم منها المُشاهد الخليجي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى