متعهدو الحفلات الغنائية في الكويت… «حيل تعبنا»
عام ونيّف مضى على إيقاف نشاط إقامة الحفلات الغنائية الجماهيرية وأيضاً الخاصة في الكويت، ما ترتب عليه بديهياً توقف نشاط شركات الإنتاج ومتعهدي الحفلات، الأمر الذي كبّدهم خسائر مادية كبيرة جداً، كونهم لم يجدوا البديل.
استطلعت آراء عدد من أصحاب شركات الإنتاج ومتعهدي الحفلات الغنائية داخل الكويت، لمعرفة حجم الضرر الذي تكبدته شركاتهم، وما زالت، جراء قرار الإيقاف عن العمل، خصوصاً أن بعضهم كان على أهبّ الاستعداد لإقامة مجموعة من الحفلات الجماهيرية قبل انتشار الجائحة بشهر على الأقل، وأيضاً في ظلّ استمرارهم الالتزام بدفع إيجارات المكاتب ومستحقات موظفيهم وغيرها من الالتزامات الأخرى.
«حفلات Online»
البداية، كانت مع مدير فرع الكويت لشركة «روتانا» محمد الفضلي، الذي قال: «بالطبع في (روتانا) طالنا الضرر بسبب إيقاف نشاط الحفلات الغنائية لأن عملنا يعتمد على التجمعات، وهو أمر مستحيل حصوله في ظلّ الجائحة الحالية، لهذا لو تلاحظون أننا في الشركة اتجهنا إلى خطة بديلة من خلال إقامة حفلات عن طريق البث المباشر (Online) حتى نبقى متواصلين مع جمهورنا. كذلك، يوجد تعاون بيننا وبين موقع (فن بوكس) الذي يحتوي على العديد من الفعاليات».
وتمنى عودة الحياة إلى طبيعتها في القريب العاجل، «حيث إننا نمتلك خططاً (لما تفتح الدنيا) وستطول أغلب الدول الخليجية».
«بعض الشركات توقف»
أما الملحن ضاري المسيليم، فقال: «توقفنا عن العمل بعد قرار منع إقامة الحفلات الغنائية وإلغاء التجمعات لمكافحة انتشار فيروس كورونا، على الرغم من أن شركتي كانت تنتج من حفلتين إلى ثلاث حفلات سنوياً لألمع نجوم الغناء بالوطن العربي، لهذا منذ صدور القرار تعرض بعض المنتجين إلى خسائر نتيجة تعاقداتهم مع مطربين لإقامة حفلات لم تحصل نتيجة الإيقاف، ما اضطر بعض الشركات إلى التوقف عن العمل نهائياً لعدم وجود مصدر الدخل الأساسي أو الوحيد».
وأكمل المسيليم: «من جانب آخر، اتجه بعض المطربين لإطلاق أغانٍ على (يوتيوب) أو بيعها إلى منصات رقمية كمصدر بديل عن إقامة وإحياء الحفلات الغنائية.
ونحن كشركة إنتاج فني، لدينا الخبرة الفنية والقدرة التنطيمية التى اكتسبناها.
وبمجرد عودة الحياة إلى طبيعتها والسماح بإقامة حفلات غنائية، سنواصل مشوارنا حيث تواصلنا فعلياً مع عدد من نجوم الغناء بالوطن العربي، فالجمهور الكويتي متعطش للحفلات الغنائية التي تعتبر متنفساً ترفيهياً لهم».
«استرجعت مبالغ بسيطة من العرابين»
من جانبها، قالت فاطمة حمادة: «التأثير كبير جداً والخسائر ضخمة، خصوصاً أنني قبل الجائحة بفترة قصيرة كنت متأهبة لإقامة حفلتين غنائيتين لفنانين كبار تم دفع عرابين كبيرة لهم ولجميع الجهات المشاركة في التجهيز (بس ما صارت)، بعدها استطعت استرجاع مبالغ بسيطة منها فقط، والبقية لم أحصل عليه بحكم العقود الصارمة التي لم تراعِ ولم تتوقع حدوث مثل هذه الأزمة، وأيضاً كان هناك سبب آخر وهو عدم تمكننا من السفر لإجراء مفاوضات لاسترجاع (العرابين) أو تحديد تاريخ جديد لإقامة الحفل، ناهيك عن العديد من الفعاليات الأخرى التي ألغيت بسبب الجائحة».
وتابعت حمادة: «محاولة لتعويض جزء بسيط مما خسرته من أموال، اتجهت إلى خط جديد من الأعمال التجارية التي تعتبر شبه مستمرة، لكن القرارات الأخيرة والإغلاق غير المنطقي من دون أي تعويض مادي لنا (زاد الطين بلة). رغم هذا أنا مستعدة تماماً للعودة، إذ وضعت مع فريق عملي أكثر من خطة تنظيمية ومالية للتأقلم مع القرارات والاشتراطات الصحية التي ستُقر علينا».
«أعاني من الخسائر حتى يومنا»
بدوره، قال محمد الربيعان: «الفترة الماضية تعتبر من أسوأ ما تعرضنا له نحن المشاريع الصغيرة والمتوسطة بعد إيقاف نشاطاتنا التجارية كونها دمرت طموحاتنا وكل ما بنيناه طوال السنوات الفائتة، إذ إنني كصاحب شركة إنتاج فني توقف نشاطي في تنظيم الحفلات والمعارض والمؤتمرات، ما تسبب لي بخسائر مالية ضخمة أعاني منها حتى يومنا، وفعلياً حاولت جاهداً البحث عن خطط بديلة لتفاديها، لكن مع الأسف كانت جميعها ضعيفة التأثير ولن تعوضني الخسائر الضخمة».
وتابع الربيعان: «التعويض لن يحصل إلا في حال سمحت لنا الجهات المختصة بمزاولة نشاطاتنا، مع تعويضنا المادي لسداد تراكم الإيجارات ورواتب الموظفين والأقساط والالتزامات بشكل عام.
نحن على استعداد للعودة بقوة والعمل بجد من جديد في حال عادت الحياة كما كانت عليه، وندعو الله زوال الجائحة قريباً.
وأتمنى من الجميع الصبر، لأن الأمل لا يزال موجوداً، وطاقاتنا الشبابية والإبداعية لن تتوقف، وسنستمر بالعطاء لبلدنا الحبيب والتطور والازدهار دائماً».
«لم أستغنِ عن موظف واحد»
أما مشاري الطراروة، فقال: «شركتي ليست مختصة فقط بالحفلات الغنائية، بل هي متكاملة (حفلات، مؤتمرات، معارض، أعراس) وغيرها، ونكاد نكون النشاط الوحيد المتوقف منذ بداية الجائحة إلى اليوم، ومع الأسف أرى الجميع (مستذبح) لتعويض المشاريع الصغيرة والمتوسطة، إلى أن تم تعويضهم (ونحن محد درا عنا)، في حين لو قارنت حجم خسارتنا بخسارتهم لوجدتها أضعافاً عنهم، إذ شخصياً لدي مخازن للمعدات (كانوا 5 خليتهم 3 للتوفير)، وربما أكون الشركة الوحيدة التي لم تستغنِ عن موظف واحد (حرام شنو ذنبهم)، ولا أبالغ بكلامي إذ إن خسائري اليوم بشكل كبير تعدت الـ200 ألف دينار (وما في أحد ملتفت لنا) رغم أننا مع الحكومة والقرارات وساهمنا من خلال إقامة حفلات غنائية (Online) مجانية حتى يجلس الناس في البيت، ولم نعتصم أو ننزل للشارع ونمسك اللافتات».
وأكمل الطراروة: «أنا على أتم الاستعداد للعودة في أي وقت، وهناك العديد من الخطط التي تنتظر التنفيذ. وشخصياً إلى حين ذلك الوقت هناك خطط بديلة يمكن للدولة تنفيذها لمساعدتنا من خلال إنزال مناقصات ومساهمات تخصّ مجال عملنا لنغطي منها الخسائر في حال لم يكونوا يرغبون في تعويضنا (مع إن المفروض نتعوض مثل البقية)».
«منع سفر»
من جانبه، قال عبدالعزيز الهملان: «الخسائر المادية كبيرة جداً وأرهقت كاهلنا (تحولت من صاحب شركة إلى رجل هارب) بسبب أن الديون تراكمت عليّ منذ بداية جائحة كورونا، إذ إن إيجار مكتبي مرتفع، كذلك وقبل انتشار الوباء في العالم كنت قد دفعت مقدماً مادياً لفنانين بما يقارب الـ25 ألف دينار كويتي (بس ما صارت الحفلات، وكل شي توقف)، وما زال حالنا متعطلاً إلى هذا اليوم (حيل تبهدلنا). لا أخفي القول إنني تلقيت عرضين لعمل حفلات في السعودية لكنني لم أتمكن من الذهاب لأنه نزل بحقي (منع سفر)».
وتابع الهملان: «أتامل أن تعود الحياة إلى طبيعتها قريباً، لنعود نحن ونزاول عملنا ونسدد ديوننا. وشخصياً أنا على أهبّ الاستعداد، إذ بمجرد الإعلان عن إمكانية إقامة الحفلات، سأفتح شباك التذاكر لأنني سبق وأنهيت عقودي مع عدد من عمالقة الفن العراقيين».
«لا خطط بديلة»
أما الشاعر فهد الرويضان، فقال: «تأثرنا كثيراً بحكم أن عملنا توقف كلياً، والخسائر ما زالت مستمرة كوننا ما زلنا ندفع الإيجارات والتزاماتنا مع موظفينا من غير أي مردود مادي (حيل هالشي تعبنا). وحالياً نترقب إلى أين ستسير الأمور حتى نباشر التخطيط بصورة واضحة، حيث إن العودة بقوة أرى أنها صعبة في ظل ظروف الجائحة لأن الوباء ما زال موجوداً والإغلاق قائم».
وأردف الرويضان، بالقول: «لا توجد خطط بديلة لإيقاف الخسائر، لأننا شركة اعتمادها على إقامة الحفلات العامة والخاصة (وهالشي متوقف من سنة)، وعند عودة الحياة إلى طبيعتها لا أعتقد أننا سنعود بقوة بسبب ما تكبدناه من خسائر، وكما هو معلوم، فإن إقامة الحفلات الغنائية مكلفة مادياً وتحتاج إلى مجهود، وأيضاً سيكون بها مجازفة كوننا لا نعلم هل سيكون هناك إقبال من الجمهور أم لا؟».