فنون

أحمد الزين: تفاجأتُ بما فعله «عبدالله» بالناس

اعتماد نيوز- صحيفة إلكترونية كويتية شاملة

– ممثلون يحترق «الفيوز» في رأسهم… بينما أنا في المهنة منذ 52 عاماً ولم يحترق «فيوزي» يوماً
– أقبل بالمشاركة بالجزء الثاني من «للموت» وأتمنى أن يأخذ الحي الشعبي حيزاً أكبر
– أُعجبتُ بكتابة نادين جابر لأن هناك فارقاً بين كاتب يكتبك وآخَر يكتب لك

تألّق الفنان أحمد الزين بشخصية «عبدالله» في مسلسل «للموت»، واستطاع كما في كل أعماله أن يجذب المُشاهدين بأدائه الطبيعي والعفوي الذي يجعلهم يشعرون وكأنه واحد منهم وليس ممثلاً يطلّ عليهم على الشاشة.

أحمد الزين، كان «ابن البلد» في مسلسل «للموت» الرجل الصادق والوفي، الذي يقف مع المظلوم في وجه الظالم، والعاشق الذي لم يلتفت إلى سنّه ليؤكد أن الحب لا عمر له حين يكون الشريك المُناسِب موجوداً.

• ترك دورك «عبدالله» في مسلسل «للموت» أَثَراً كبيراً بين الناس وعرفتَ كيف تقدّمه بطريقة عفويةٍ حملتْ الكثير من الرسائل، واللافت أنك قادر دائماً على مفاجأتهم بالجديد بعد مشوار فني طويل؟

  • الحارة التي أنتمي إليها في المسلسل هي حارتي، والشخصية التي قدّمتُها هي شخصية ابن البلد بالصوت والصورة، لذلك عشتُ الدور إلى أبعد تفصيل لأنه يمثّلني.

أنا أيضاً تفاجأتُ ماذا فعل عبدالله بالناس.

• هل لا تزال تتفاجأ بردّ فعل الناس؟

  • هذا سرّ نجاح الإنسان البعيد عن الغرور والذي تكون قدماه ثابتتين على الأرض.

هناك ممثلون يحترق «الفيوز» في رأسهم، بينما أنا في المهنة منذ 52 عاماً ولم يحترق «فيوزي» يوماً برضى من الله.

• هل ترى أن الدراما اللبنانية صارت تعيش مرحلة من الاكتفاء الذاتي ولم يعد الممثل بحاجة لأن يقصد مصر أو سورية بحثاً عن الشهرة والانتشار بوجود الدراما المشتركة؟

  • طبعاً.

مسلسل «للموت» حقق نجاحاً باهراً ومثله مسلسل «عشرين عشرين».

أجوبتي لن تكون تقليدية كسائر الفنانين.

في الثاني يشارك قصي خولي وفي الأول محمد الأحمد وخالد القيش.

عندما خُطفت العام 1982 وأنقذ حياتي جوزف الهاشم، أطال الله في عمره، وجدتُ والدي على باب الإذاعة، فحاولتُ تقبيل يده، فرفض وقال «هل تحاول أن تكون غيفارا او ابن البلد؟ (اسم البرنامج الإذاعي الذي كان يقدّمه قبل أن يتحوّل لقباً لازَمه).

أين تعيش أنت؟ غيفارا دافع عن الفلاحين طوال 20 عاماً ولكنّ فلاحاً وشى به.

أنت ممثل ماذا تريد بابن البلد؟».

والدي كان يقول لي «لبنان كذبة، من ناحية تحوط به عكا ومن ناحية ثانية الشام ومن الناحية الثالثة البحر»، فأجبتُه «لم يعد يوجد والٍ في عكا بل عد»، فأجابني «لن تتمكن مني.

إما بيروت – دمشق وإما بيروت – تل أبيب وإما البحر».

يمكن أن نغش بالتاريخ ولكن لا يمكن أن نفعل ذلك في الجغرافيا، ولبنان إما بيروت – دمشق وإما بيروت – تل أبيب.

ولكن بعض التافهين لا يفهمون أن لبنان وسورية هما بلدان ولكن شعب واحد.

أقفلوا الحدود ولكن مقابلها فتحتْ عشرات الحدود غير الشرعية. نحن في الدراما نحافظ على هذه الخصوصية، ولا نفرّق بين ممثل لبناني وممثل سوري.

• وهل أنت راضٍ تماماً عن مستوى «للموت» على مستوى النص والإخراج والإنتاج؟

  • هو أول عمل لي مع المُخْرِج فيليب أسمر وشركة «إيغل فيلمز».

هم سحروني في كل شيء، أخلاقاً ومعاملة وكرماً، ولم نشعر إلّا أننا أولاد البلد.

• هل تتابع دراما المنصات؟

  • بعد موت زوجتي هدى وشقيقي الصغير وتعرُّضي لذبحة قلبية أخيراً ووركي المعطوب، لم أعد أشاهد سوى النوم والعقاقير.

• هل يمكن أن تحلّ المنصات مكان التلفزيون خصوصاً أن المُنْتِجين صاروا يكثفون إنتاجاتهم لها؟

  • هل سألتِ يوماً لماذا لم يعد أحد يسمع الإذاعات؟ التلفزيونات ألغت دور الإذاعات، والمنصات ووسائل التواصل الاجتماعي أثّرت على التلفزيونات.

هذا أمر بديهي.

لكنني لا أحب وسائل التواصل الاجتماعي لأنها تسبّب الحروب والكراهية والحقد.

ويكفي أن يُنشر خبر على «تويتر» عني فينتشر بين الناس حتى لو لم يكن صادقاً، ويتسبّب بمشاكل وعندما يعتذر مَن نشر الخبر لا يلتفت أحد إليه.

• تشارك في الدراما اللبنانية أسماء مهمة وغالبيتها من خريجي المعاهد اللبنانية، كتقلا شمعون وفادي أبي سمرا ورندة كعدي وسواهم.

فهل يمكن القول بالفم الملآن إنهم فخر الدراما اللبنانية؟

  • طبعاً.

لا يمكنني إلّا أن أشاهد النصف الملآن من الكوب، وليس النصف الفارغ وحسب.

• هل ترى أن الدراما في الموسم الرمضاني 2021 حققت نقلة نوعية؟

  • طبعاً.

نجومنا ونجماتنا ثبّتوا أقدامهم.

• كيف أصبحت صحتك بعد الذبحة الصدرية؟

  • تعرّضتُ لذبحة قلبية قبل تصوير مشهد تعرّضي لذبحة قلبية في «للموت» بخمسة أيام.

أخيراً، انتقلت من بيتي إلى بيت جديد مقابل بيت ابني في دوحة الحص، و«طلّعني من الحالة» التي كنت أعيشها بعد وفاة زوجتي هدى.

• هل خضعتَ لعملية جراحية؟

  • نعم، وتم تركيب «رسّورين» (دعامتين) وأحتاج إلى راحة كي أستعيد عافيتي.

• هل ترهق نفسك خلال التصوير؟

  • عندما أدخل التصوير وأخلع ملابس أحمد الزين في موقع التصوير وأرتدي ملابس الشخصية، لا أمثّلها بل أعيشها وعندما أخلع ملابس الشخصية وأرتدي ملابسي وأعود الى بيتي أبكي من الوجع.

الله يقف إلى جانبي لأنه يعرف منذ الستينات مَن أنا وما هو معدني، وأنني خدمت لمدة 27 عاماً زوجتي وكنت ممرّضاً لها.

• وهل يمكن أن تشارك في الجزء الثاني من مسلسل «للموت»؟

  • هو العمل الأول الذي أشارك فيه بمسلسل من إنتاج «إيغل فيلمز».

وسبق أن اعتذرتُ عن أعمال سابقة، إما بسبب ارتباطي بأعمال أخرى، إذ لا أرتبط بعملين في وقت واحد، وإما بسبب مرض زوجتي الراحلة هدى.

تربطني علاقة مميزة بالمُنْتِج جمال سنان، وأنا معجب بشركة «إيغل فيلمز» على المستوى الإنساني والأخلاقي وبتعاطيها، كما بالممثلة ماغي بو غصن، وأنا أقبل بالمشاركة بالجزء الثاني من مسلسل «للموت» ولكن أتمنى أن يأخذ الحي الشعبي حيزاً أكبر لأن لبنان كله حي شعبي.

وقد سَحَرَني تعاطي سكان حي كرم الزيتون في الأشرفية.

كذلك أُعجبتُ بكتابة نادين جابر، لأن هناك فارقاً بين كاتب يكتبك، وبين كاتب يكتب لك، وهناك سحر بالاحترام وطريقة السلام بيننا، كما أنا مسحور بأنسنة العلاقة الموجودة بيننا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى