خارجيات

ترامب يرسخ نفوذه على الجمهوريين رغم إقصائه عن «فيسبوك»

اعتماد نيوز- صحيفة إلكترونية كويتية شاملة

رغم قرار مجلس الإشراف على فيسبوك إبقاء منع دونالد ترامب من استخدام حسابه، أراد الرئيس الأميركي السابق إظهار نفوذه على الجمهوريين عبر مهاجمة برلمانية تعد من المنتقدين القلائل له داخل الحزب، في سلسلة بيانات كرر فيها اتهاماته بحصول تزوير انتخابي من دون تقديم أدلة.

ورغم هزيمته أمام جو بايدن في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2020 وتعرضه لاجراء عزل ثان بعد الهجوم الدموي الذي شنه أنصاره على الكابيتول، لا يزال الملياردير الأميركي يحظى بشعبية كبرى لدى قاعدته الناخبة من الجمهوريين، وهو يعلم ذلك جيدا.

وبعدما حرم من استخدام شبكات التواصل الاجتماعي منذ الهجوم على الكابيتول، عمد الرئيس السابق الى إصدار بيانات ليهاجم ليز تشيني، التي تعد من البرلمانيين القلائل في الحزب الجمهوري الذين صوتوا لصالح اتهامه في مجلس الشيوخ بتهمة «التحريض على التمرد».

وبكل ثقله كرئيس سابق، دعا قطب العقارات الى إقصائها عن منصبها كمسؤولة ثالثة للجمهوريين في مجلس النواب لكي تحل محلها النائبة الشابة الموالية لترامب، إيليز ستيفانيك.

وكتب ترامب «ليز تشيني حمقاء من دعاة الحرب وليس لها أي علاقة بالتسلسل الهرمي للحزب الجمهوري».

ولم يعترف الجمهوري بشكل واضح بهزيمته في الانتخابات الرئاسية في مواجهة بايدن.

ورغم الفشل المتكرر لطعونه القضائية، واصل الحديث على شبكات التواصل الاجتماعي عن تزوير انتخابي كثيف وصولا حتى 6 يناير حين صادق الكونغرس على فوز منافسه الديموقراطي.

وفي ذلك اليوم وبعدما تجمعوا للاستماع إليه قام بعض أنصاره باطلاق الهجوم على الكابيتول.

وتحركت وسائل التواصل الاجتماعي سريعا وعلقت حساباته. كما اعتبر مجلس الإشراف على «فيسبوك»، الأربعاء، ان الرئيس السابق وعبر ما نشره من تعليقات في السادس من يناير، يوم الهجوم على مبنى الكابيتول، «أوجد بيئة مخاطر الانزلاق نحو العنف جدية فيها».

وكانت إيليز ستيفانيك البالغة من العمر 36 عاما، صوتت في اليوم نفسه في الكونغرس ضد المصادقة على فوز بايدن في عدة ولايات أساسية.

وفي ختام محاكمة بهدف عزله في فبراير في الكونغرس، برأ مجلس الشيوخ أخيرا ترامب.

وقال قطب العقارات، الأربعاء، إن ليز تشيني «تواصل» التأكيد «بغباء عدم حصول تزوير انتخابي»، مضيفا «في حين أن الأدلة تثبت العكس».

ويأتي تصريح ترامب فيما يمكن أن يجري تصويت داخلي حول إبقاء المسؤولة الثالثة في منصبها اعتبارا من الأسبوع المقبل، حين يعود البرلمانيون الجمهوريون الذين هم في عطلة، إلى واشنطن.

وكان زعيما الجمهوريين في مجلس النواب كيفين ماكارثي وهو المسؤول الأول، وستيف سكاليز المسؤول الثاني أعلنا هذا الأسبوع أن ليز تشيني لم تعد تحظى بدعم الكتلة البرلمانية.

وفي حين يتجنب الجمهوريون الآخرون الذين استهدفتهم هجمات الرئيس السابق الرد علنا، تقول النائبة عن ولاية وايومنغ إن ترامب الذي تراوده فكرة الترشح للرئاسة عام 2024، يجب ألا «يلعب دورا في مستقبل» البلاد، وردت في مقالة الى وقف «عبادة شخصية ترامب».

وكتبت في صحيفة «واشنطن بوست» أن الحزب «يقف عند منعطف حاسم».

وأضافت «يجب علينا نحن الجمهوريين أن نقرر ما إذا كنا سنختار الحقيقة» أو «ننضم إلى حملة ترامب الصليبية لنزع الشرعية عن نتيجة» الانتخابات الرئاسية.

وقالت «التاريخ سيحكم علينا».

وفي تناقض صارخ، يقوم الجمهوريون المؤيدون لترامب بزيارته في منزله في فلوريدا. وكان آخرهم تيد كروز الذي نشر صورة لهما معا وهما يبتسمان مساء الثلاثاء.

في المقابل، فإن المدافعين الجمهوريين عن ليز تشيني، قلائل. وقال السناتور السابق ميت رومني، العدو اللدود لترامب، إنها «ترفض الكذب».

وفي مواجهة هذه الانقسامات، اعتبر الرئيس جو بايدن الأربعاء أنّ الحزب الجمهوري يشهد «ثورة صغيرة»، مشيرًا إلى توتّرات شديدة في صفوف «الحزب الكبير القديم» تتعلّق بتحديد الموقف من ترامب.

وأضاف «يبدو أنّ الحزب الجمهوري يُحاول تحديد قيَمه. إنّهم في وسط نوع من الثورة الصغيرة».

وتابع «أنا ديموقراطيّ منذ وقت طويل. مرَرنا في فتراتٍ من المعارك الداخليّة والاختلافات، غير أنّني لا أتذكّر شيئًا شبيهًا» بما يحصل داخل الحزب الجمهوري.

ومن أجل إعطاء الناخبين المعلومات الصادرة مباشرة عن مكتب دونالد ترامب، أطلق الرئيس السابق هذا الأسبوع موقعا ينشر بياناته.

لكن أثره يبقى بعيدا عن ذلك الذي كانت تتركه تغريداته على «تويتر» أو مواقفه على «فيسبوك» و«انستغرام» كما يقول جوشوا تاكر الاستاذ في جامعة نيويورك.

وأوضح «فلنكن واضحين، اذا كنت في موقع ترامب وتريد التأثير في العام 2022 او احتمال الترشح في 2024، فيجب ان تكون متواجدا على وسائل التواصل الاجتماعي».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى